تعرض الطفل السوري رامز الحصني (12) ربيعاً، يوم الأربعاء الماضي، لاعتداء بالضرب والخنق من قبل طالب مراهق في المدرسة يكبره بعدة سنوات، ما تسبب بفقده لوعيه ونقله إلى المشفى التي ما زال يرقد فيها إلى اليوم.
وفي تفاصيل الحادثة التي نشرها الناشط الصحفي أمجد الساري، على صفحته الشخصية على فيس بوك، فإن الحادثة حصلت في داخل إحدى المدارس في منطقة تقسيم بإسطنبول، حيث اعتدى مراهق تركي على الطفل السوري في أثناء وجودهم في باحة المدرسة، وضربه "بوحشية" مع غياب تام للمراقبة من قبل الكادر التدريسي، مضيفاً بأن دوافع الحادثة "عنصرية بحتة".
"هل أنت سوري؟"
تواصل موقع تلفزيون سوريا مع السيد راضي الحصني، والد الطفل رامز، للوقوف على الأسباب المؤدية إلى تعرض ولده للضرب من مراهق تركي معه في المدرسة.
وقال راضي، والذي يعمل في مجال السياحة، أن ولده كان برفقة صديقه في باحة المدرسة، عندما شاهده المراهق، وسأله "هل أنت سوري؟" فأجابه بـ "نعم" عندها بدأ المراهق بتوجيه كلام عنصري، وسبه بكلمات نابية لم يستطع رامز تقبلها.
وأضاف: "ولدي لم يستطع تقبل السباب اللاذع الموجه لعائلته، ما دفعه بالرد عليه ليكف عن ذلك، فما كان من المراهق إلا أن هاجمه وضربه على بطنه وجسده، ومن ثم قام بإيقاعه والجلوس فوقه، وإحكام قبضته على عنق رامز وخنقه".
لم يستطع صديق رامز الذي كان برفقته وقت الحادثة من التدخل، إذ هرع إلى الإدارة طلب المساعدة من المعلمين الذين قاموا بتخليص الطفل رامز من بين يدي المراهق، إذ كان ما يزال محكماً قبضته على عنقه، إلا أنه وبحسب راضي فإن ولده رامز كان قد فقد الوعي، ما استدعى طلب الإسعاف إلى مكان الحادثة، المدرسة.
في العناية المركزة
وفي حديثنا مع راضي، أخبرنا بإن ولده رامز بقي لمدة أربع ساعات في العناية المركزة، إلى أن استطاع رامز استعادة وعيه، إلا أن الأطباء كان لديهم مخاوف من وجود خلل في عملية التنفس لديه "قال لي الأطباء إنه يعاني من ضرر في عملية التنفس، ويخشى أن يكون هنالك تسرب للهواء، ويتوجب عليه البقاء في المشفى وتلقي العلاج، لذا قاموا بتحويله إلى مشفى باشاك شهير"، مشيراً إلى أن رامز ما يزال في المشفى منذ يوم الأربعاء وإلى الآن.
"أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً"
وفي حالة تجاهل كاملة من إدارة المدرسة لحالة طالبها الصحية، والموجود في المشفى، وغياب أهل المراهق المعتدي، تابع راضي حديثه إلى الموقع تلفزيون سوريا بالقول: "عندما شاهدت ولدي على هذه الحالة، طلبت أن ألتقي بالشرطة ومحادثتهم لتقديم شكوى بحق المراهق المعتدي، إلا أنني لم ألقَ تجاوباً من إدارة المشفى في ذلك الحين".
وبحسب والد الطفل فإن الشرطة أتت اليوم إلى المشفى لأخذ إفادة رامز، متأخرين لمدة ثلاثة أيام عن تاريخ وقوع الحادثة، معلقاً "أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً".
هذا ويشير تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في العام 2017 بأن 19٪ من الطلاب في عمر 15 عاما في تركيا يتعرضون للعنف الجسدي أو اللفظي من قبل أقرانهم في المدارس عدة مرات في الشهر.