قالت مؤسسة تعنى بالسلامة المهنية للعمال، في تقرير لها اليوم إن 50 عاملا سوريا فقدوا حياتهم في أثناء حوادث العمل خلال السنوات العشر الماضية، في ولاية غازي عنتاب.
وكشف تقرير "حوادث الوفيات في مكان العمل" الصادر عن جمعية الصحة والسلامة المهنية (İSİG)، في ولاية غازي عنتاب "أن المهاجرين وأغلبهم من اللاجئين السوريين وقعوا ضحية لحوادث عمل".
وقال التقرير "فقد 51 عاملاً مهاجراً، حياتهم بينهم 50 عاملاً سوريّ الجنسية، خلال السنوات العشر الماضية في غازي عنتاب"، ليبلغ معدل وفيات العمال المهاجرين 12%.
ووفقاً للتقرير يعمل السوريون في غازي عنتاب بأجور زهيدة في قطاعات مثل البناء والنسيج، والزراعة، والمعادن، والأغذية.
وأشار رئيس النقابة المتحدة لعمال النسيج والجلود محمد تركمان إلى أن سبب ارتفاع عدد وفيات العمال في المدينة "هو جشع أرباب العمل المفرط في الربح لخفض التكاليف وعدم قدرة السلطات على الإشراف بشكل مناسب على أماكن العمل هذه"، مؤكدا على أن قانون السلامة المهنية لا يتم تنفيذه بشكل كاف.
وشدد تركمان على أهمية احتماء العمال تحت أسقف "النقابات" للوقوف في وجه أرباب العمل، مشيراً إلى أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الدولة ووزارة العمل "لضمان الأمن والسلامة" للعمال من دون تركهم تحت رحمة صاحب العمل.
وذكر التقرير أن العدد الكلي لمن فقدوا حياتهم في غازي عنتاب خلال العمل خلال السنوات العشر الأخيرة 427 عاملاً، بينهم 39 طفلاً.
وتتوزع أعداد الوفيات بحسب نوع العمل (المهنة) في التقرير على الشكل الآتي:
- 92 عاملاً في قطاع البناء والطرق.
- 77 في قطاع الزراعة (45 عاملا و22 فلاحا).
- 49 في صناعة النسيج والجلود.
- 47 في قطاع النقل.
- 34 في التجارة والمكاتب والتعليم والسينما.
- 27 في صناعة المعادن.
- 26 في الشؤون العامة.
- 22 في قطاع الخدمات الصحية والاجتماعية.
- 12 في صناعة المواد الغذائية.
- 7 عمال في الدفاع والأمن.
- 6 عمال في البتروكيماويات وصناعة المطاط.
- 6 عمال في قطاع الطاقة.
- 5 عمال في صناعة الورق.
- 3 عمال في صناعة التعدين
- 3 عمال في مجال الترفيه.
- عاملان في مجال الصحافة.
- عاملان في البنوك المالية والتأمين.
- عامل في مجال الاتصالات.
- عامل في صناعة الإسمنت.
- 5 عمال، لم يتم تحديد مجال عملهم وفقاً للبيانات.
وفي التقرير، لفت الانتباه إلى أن وفيات العمال في مجال البناء والإنشاءات جاءت في المرتبة الأولى وبلغ عدد المتوفين 92 شخصا أي 22% من النسبة الإجمالية، بينما احتلت الزراعة المركز الثاني بعدد 77 شخصا لتشكل 18% من النسبة الرئيسية.
وحسب الأسباب، أورد التقرير أن الوفاة نتيجة حوادث السير في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية نتيجة تعرضه لسحق في العمل، ثم بالمرتبة الثالثة حوادث السقوط من أماكن مرتفعة.
وفي العاشر من شهر تموز أكد رئيس غرفة صناعة أنقرة (ASO)، سيد أردج، على أهمية دور العمال السوريين في الصناعة التركية وطالب بإنشاء وزارة للهجرة لتنظيم ودعم العمال السوريين في تركيا.
وأشار إلى أن العمال السوريين يشكلون نسبة كبيرة في العديد من مناطق تركيا، وإذا تمت إعادتهم إلى بلادهم، ستواجه صناعة تركيا تحديات كبيرة.
العمالة السورية في تركيا
وبشكل عام تعاني العمالة السورية في تركيا في بعض الحالات من هضم الحقوق وسرقة المجهود من كثير من المؤسسات.
ويعود ذلك لجهل معظم الموظفين والعاملين بـ "قانون العمل" المعمول به في البلاد وسط ظروف قاسية وبحث أرباب العائلات والشباب عن أبسط مقومات العيش الكريم.
في حين تعتبر مدينة غازي عنتاب من أهم المراكز الصناعية في تركيا، تحتضن نحو 6% من حجم الصناعات التركية الإجمالية، وبالذات الصناعات النحاسية والمعدنية والأقمشة والسجاد.
كما تنشط في القطاع الزراعي، وتحوي حقول العنب وأشجار الزيتون، ومزارع الفستق العنتابي الشهير، حيث يعد من أشهر أنواع الفستق المضاف للطعام والحلويات في العالم.
وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي لعام 2021. بلغت قيمة الصادرات التركية في العديد من القطاعات، خاصة في النسيج والسجاد والحبوب والبقوليات والمواد الكيميائية والفواكه المجففة والكهرباء والإلكترونيات والصلب، 10 مليارات 523 مليون دولار في عام 2022.