اختتمت أعمال مهرجان برلين السينمائي 2024 مساء أمس السبت، بتتويج المخرجة الفرنسية- السنغالية ماتي ديوب بجائزة "الدب الذهبي"، عن فيلم وثائقي حمل عنوان "داهومي" يتناول استعادة أعمال فنية نهبتها القوى الاستعمارية السابقة في إفريقيا.
وكانت ماتي ديوب (41 عاماً) قد فازت بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي عام 2019 عن فيلم "أتلانتيك"، وهو أرفع مكافأة بعد جائزة "السعفة الذهبية".
وقالت ديوب تسلمها جائزتها: "بإمكاننا إما أن ننسى الماضي، ذلك العبء المزعج الذي يمنعنا من التطور، أو أن نتحمل مسؤوليته ونستخدمه للمضيّ قدماً... بصفتي مخرجة سينمائية فرنسية سنغالية من أصل إفريقي، اخترت أن أكون واحدة من أولئك الذين يرفضون النسيان، والذين يرفضون فقدان الذاكرة كوسيلة".
Our winner of the 2024 Golden Bear for Best Film, director Mati Diop with the statue for “Dahomey“, produced by Eve Robin, Judith Lou Lévy, and Mati Diop.
— Berlinale (@berlinale) February 24, 2024
Once again: Big applause and congratulations! pic.twitter.com/2NDolmNKUq
ويروي فيلم "داهومي" استعادة بنين 26 عملاً فنياً كانت نهبتها القوات الاستعمارية الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر، في تشرين الثاني 2021. واندرجت هذه الخطوة في إطار حركة بدأت خلال السنوات الخمس الماضية من جانب القوى الغربية السابقة، بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا.
وهذا ثاني فيلم إفريقي ينال جائزة "الدب الذهبي" بعد فيلم "U-Carmen e-Khayelitsha" للمخرج مارك دورنفورد-ماي، من جنوب إفريقيا عام 2005.
جوائز مهرجان برلين الأخرى
وفي ختام الدورة الـ74 لمهرجان برلين السينمائي (برليناله) الذي انطلقت فعالياته في الـ15 من شباط الجاري، منحت لجنة التحكيم جائزة "الدب الفضي الكبرى" الخاصة بلجنة التحكيم، لفيلم "احتياجات المسافر" من إخراج هونج سانجسو. كما منحت اللجنة جائزة الدب الفضي للمركز الثالث للمؤلف الفرنسي برونو دومون عن فيلمه "The Empire"، وهو معركة بين المجرات بين الخير والشر تدور أحداثها في قرية صيد فرنسية.
كما فاز المخرج الدومينيكي نيلسون كارلو دي لوس سانتوس أرياس بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الدرامي الوثائقي الغامض "بيبي" الذي يستحضر شبح فرس النهر الذي كان يملكه بارون المخدرات الكولومبي الراحل بابلو إسكوبار.
وحصل نجم أفلام Marvel (الأميركي الروماني) سيباستيان ستان على جائزة الدب الفضي لأفضل أداء عن ظهوره في الفيلم الأمريكي الساخر A Different Man. حيث يلعب ستان دور ممثل مصاب بالورم الليفي العصبي، وهو مرض وراثي يسبب أورامًا مشوهة، ويتم علاجه بعلاج طبي مبتكر.
وذهبت جائزة الدب الفضي لأفضل أداء مساعد للممثلة إميلي واتسون من المملكة المتحدة، عن دورها كأم قاسية متفوقة في فيلم Small Things Like This الذي يمثل فيه الأوسكاري كيليان ميرفي دور البطولة، وتدور أحداثه حول واحدة من أكبر الفضائح في أيرلندا الحديثة "شبكة مغاسل المجدلية التابعة لسجون الروم الكاثوليك من أجل النساء الساقطات".
وحصل الكاتب والمخرج الألماني ماتياس جلاسنر على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو عن فيلمه التراجيدي الكوميدي "الموت". وذهبت جائزة الدب الفضي للمساهمة الفنية المتميزة إلى المصور السينمائي مارتن غشلاشت عن فيلم الرعب التاريخي النمساوي المرعب The Devil’s Bath الذي يحكي قصة النساء المكتئبات في القرن الثامن عشر اللاتي قتلن من أجل أن يتم إعدامهن.
حضور فلسطين وغزة واللاجئين السوريين في مهرجان برلين
ومنحت منظمة العفو الدولية بفرعها الألماني جائزتها الخاصة بمهرجان برلين السينمائي، لعمل درامي أردني يتناول قضية اللاجئين، بعنوان "ذي سترينجرز كايس" (The Stranger's Case- قضية الغريب)، واصفة إياه بأنه "فيلم مثير للإعجاب يتناول قصة ملحمية عن الهروب من سوريا".
وأبدت الممثلة اللبنانية من أصل فلسطيني ياسمين المصري تضامنها مع القضية الفلسطينية في المهرجان، حيث ارتدت كوفية ودبابيس أحدهما بتصميم العلم الفلسطيني والآخر مكتوب عليه "اختر الحب".
وشاركت المصري في الفيلم الذي يسلّط الضوء على الوحشية التي تمارس ضد اللاجئين، حيث تلعب "المصري" دور طبيبة تخرج من نوبة عمل مدتها 72 ساعة، وملابسها مغطاة بالدماء. عندما يقوم مجنّد (عسكري) جريح ملقى على الطاولة بسحب مسدسه على معارض جريح أيضاً.
جائزة أيضاً للفيلم الفلسطيني- الإسرائيلي "لا أرض أخرى"
وذهبت جائزة برليناله للأفلام الوثائقية المنفصلة إلى مجموعة ناشطة فلسطينية إسرائيلية بعنوان "لا أرض أخرى"، والتي تدور حول الفلسطينيين الذين شردتهم القوات الإسرائيلية والمستوطنون في الضفة الغربية المحتلة.
وفاز فيلم "Cu Li Never Cries" للمخرج الفيتنامي فام نجوك لان بجائزة أفضل فيلم روائي طويل. يحكي الفيلم قصة امرأة تعود إلى فيتنام من ألمانيا مع رماد زوجها المنفصل عنها.
وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير إلى فيلم "An Odd Turn" للمخرج الأرجنتيني فرانسيسكو ليزاما، والذي يدور حول حارس أمن المتحف الذي يتوقع ارتفاع قيمة الدولار باستخدام بندول.