بدأت "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" بآلية إحصاء سكاني تشمل مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرتها بدءاً من محافظة الحسكة، بهدف جمع معلومات عن سكان تلك المناطق تمهيداً لإجراء الانتخابات.
وتشمل عملية الإحصاء التي بدأت في منطقة المالكية يوم أمس السبت، جمع بيانات عن عدد أفراد الأسر المقيمين والمسافرين، والأسر الوافدة والنازحة إلى مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرقي سوريا.
كما تشمل أيضاً تسجيل معلومات وتفاصيل تتعلق بطبيعة عمل كل فرد في الأسرة والظروف المعيشية له، مع الاسم وعنوان السكن والحالة الاجتماعية من خلال دفتر العائلة أو الهوية الشخصية.
الرئيسة المشتركة لـ "مكتب التخطيط والإحصاء في الإدارة الذاتية" بشرى شيخي، صرّحت بأن مشروع الإحصاء سيتم عبر مراحل "بدءاً من مدينة القامشلي تحديداً ونواحي وبلدات المالكية (ديريك)"، مشيرة إلى أن "المدرسين والمدرسات في هيئة التربية والتعليم وأعضاء الكومينات سيتولون مهمة الإحصاء" وفق ما نقل الموقع الرسمي لـ "الإدارة الذاتية" .
وتزعم شيخي أن الهدف من التعداد السكاني هو "إنشاء قاعدة بيانات أساسية عن السكان والمساكن التي تساعد بدورها في تنفيذ خطط التنمية إلى جانب جمع ونشر المعلومات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية والصحية والخدمية للسكان؛ بهدف توفير متطلباتهم وتأمين احتياجاتهم" على حد قولها.
التمهيد للانتخابات
مصدر مطلع كشف لـ موقع تلفزيون سوريا أن "الهدف الرئيسي من إجراء الإحصاء هو تحضير الإدارة الذاتية لإجراء انتخابات جديدة لاختيار رؤساء مشتركين لـ الكومينات (اللجان المحلية للحارات والأحياء) والمجالس المحلية للبلدات والمقاطعات، بالإضافة إلى اختيار أعضاء مجلس الشعوب الديمقراطي (بمنزلة برلمان في مناطق الإدارة الذاتية)، وذلك بعد إقرار التعديلات النهائية على (وثيقة العقد الاجتماعي) التي تعد بمنزلة الدستور في مناطق سيطرة قسد".
وكان الرئيس المشترك لـ "الإدارة الذاتية" عبد حامد المهباش، أفاد في أواخر العام الماضي بأنهم يحضّرون لإجراء انتخابات خلال الربع الأول من هذا العام. وقال في تصريحات أدلى بها آنذاك لقناة "روج آفا" التابعة لـ "الإدارة" إن تلك الانتخابات "بحاجة إلى إحصاء شامل لديمغرافية السكان في مناطق شمال شرقي سوريا".
ضغط أميركي لتأجيل الانتخابات
وتواجه عملية الانتخابات المزمع إجراؤها في منطقة الإدارة الذاتية، صعوبات عديدة من جراء مقاطعة الأحزاب الكردية المعارضة لها ورفض الولايات المتحدة إجراءها قبل الوصول إلى اتفاق نهائي بين "المجلس الوطني الكردي" وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD).
ويلفت المصدر المطلع إلى أن الخارجية الأميركية "شددت على ضرورة التزام طرفي الحوار الكُردي بالاتفاقات والتفاهمات الموقعة بين الطرفين سابقاً ومنها توقيت وآلية إجراء الانتخابات".
وتنص التفاهمات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية على إجراء انتخابات شاملة في المنطقة خلال عام من توقيع الطرفين اتفاقا نهائيا ضمن المفاوضات الكردية التي نتج عنها أواخر العام 2020 الاتفاق حول "الرؤية السياسية المشتركة والمرجعية السياسية".
إعلان الإحصاء
ويوم الخميس الماضي، أعلن "المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة (محافظة الحسكة)" عن إجراء المرحلة الأولى للإحصاء، بحيث يشمل مدن وبلدات ريف القامشلي ودعا السكان إلى التعاون مع اللجان والالتزام بالبقاء في المنازل لتسهيل عملية الإحصاء.
آليات إحصاء مشابهة
في شهر أيلول من عام 2016، أجرت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا إحصاءً عاماً في جميع المناطق الخاضعة لها في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، تلاه إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات (في الـ22 من أيلول 2017) التي تمخّض عنها اختيار الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه "الكومينات.
وبعد شهر، جرت المرحلة الثانية من الانتخابات لاختيار مجالس محلية للنواحي والمقاطعات، في حين أجلت الإدارة المرحلة الثالثة المخصصة لـ انتخاب "مجلس الشعوب الديمقراطي" لأسباب وصفتها بـ "السياسية".