استبعد "الهلال الأحمر السوري" آلاف الأسر الفقيرة في محافظة السويداء من برنامج الإغاثة الشهري، بناءً على مسح جديد أجرته المنظمة، بزعم "التأكد من وصول المساعدات إلى العائلات المستحقة".
وقالت شبكة شبكة "السويداء A N S" إن المسح الجديد كان مجحفا بحق كثير من العائلات التي حرمت مما يسد الرمق، في الوقت الذي تتراكم فيه المساعدات في مستودعات "الهلال الأحمر السوري"، وتباع في أسواق وشوارع السويداء.
"الهلال الأحمر" يفجر غضب الأهالي
"أبو صالح" رجل في سن 70 من العمر، يعيش مع زوجته وابنته المطلقة قال لشبكة "السويداء A N S": "كنت أستلم سلة غذائية كل شهرين أو ثلاثة أشهر، تحتوي على عدد من المواد الغذائية التي تسد رمق عائلتي بصعوبة".
وأضاف: "كوني لا أستطيع العمل، وأولادي لا يقدرون على مساعدتي، فلكل منهم أسرة وأولاد لا يستطيع تأمين معيشتهم، قمت بزراعة بعض الخضار في أرض صغيرة جداً أمام منزلي لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، وبسبب ذلك استبعدوني من الدعم، بحجة عدم استحقاقي للمساعدات".
وبررت لجان "الهلال الأحمر" قرارها باستبعاد "أبو صالح" أن "لديه مصدر للدخل يعتمد عليه، وأن هناك من هو أحق منه"، حيث قرروا شطب اسمه من قائمة المساعدات، الأمر الذي "أبو صالح" يتساءل قائلاً: "هل القرار جاء ليبيعوا هذه المساعدات كما يحلو لهم ولمن يخصهم بالمحسوبيات، أم لكي يبيعونها علناً على الطرقات".
"أم أنس" أرملة لديها ابنتان في المدرسة الثانوية، وشاب يافع ذهب للعمل في العراق، قالت: "ذهبت إلى الوحدة الإرشادية الزراعية في القرية، للتسجيل على شبكة ري وسلة مساعدات غذائية، لكنني تفاجأت برفضهم تسجيل اسمي، بحجة أن لدينا ولد مغترب، علماً أن ابني له سبعة أشهر في العراق ولم يجد عملاً حتى الآن"
حرمان آلاف الأسر من المساعدات.. من ينهبها؟
وبشكل يومي تتقدم عشرات الأسر في السويداء باعتراضات في مراكز استقبال الشكاوى في "مركز الهلال الأحمر السوري". بعض المعترضين يصبّون جام غضبهم أمام تلك المراكز، نتيجة شعورهم بالغبن في وقت يشاهدون المساعدات تباع في السوق السوداء، ويستفيد منها المتنفذون والمقربون من النظام السوري، وفقاً لشبكة "السويداء 24".
وتبدو عملية المعالجة مجرد بيع للأوهام، في ظل فساد يشوب آليات عمل المنظمة في توزيع سلل الإغاثة، حتى قبل قرار الاستبعاد، بحسب "السويداء 24" إذ إن الاعتماد على لجان منبثقة عن الفرع، واستئناس آراء المخاتير، ورؤساء الفرق التابعة لـ"حزب البعث"، وتحكّم السلطة الأمنية بآليات العمل، خلق شبكة هرمية من الفاسدين، تستفيد دون وجه حق من المساعدات.
وهذا ما يفسر انتشار المساعدات للبيع في الأسواق التجارية وعلى الأرصفة في مناطق سيطرة النظام السوري، فعند حصول غير المحتاجين عليها، يبيعونها في السوق السوداء، ليشتريها المحتاجون بأموالهم، رغم أن هذه المساعدات مجانية، وهي مساعدات دولية، ليست على الإطلاق هبة من النظام وحكومته. ومن المهم الإشارة إلى أن المساعدات الدولية تدفقت بشكل غير مسبوق بعد الزلزال الأخير باعتراف النظام نفسه.