دان القضاء الأميركي مواطناً بتهمة تهريب لوحة فسيفساء رومانية من سوريا، يعود تاريخها إلى ما قبل ألفي عام تقريباً، ليواجه بذلك عقوبة السجن لمدة عامين.
وبعد نحو أسبوع من المحاكمات، أصدرت وزارة العدل الأميركية أمس الأربعاء بياناً قالت فيه إن أحد سكان مقاطعة كاليفورنيا الأميركية، محمد ياسين الشريحي (56 عاماً) "استورد بشكل غير قانوني" فسيفساء تصور نصف الإله الروماني هرقل في آب 2015.
ووفقاً لذلك، فقد أدين الشريحي بتهمة "استيراد سلع سرية بشكل غير قانوني"، ويواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين. ومن المقرر أن يصدر الحكم عليه في الـ31 من آب المقبل.
وبحسب تفاصيل القضية، ادّعى الشريحي، وهو مواطن أميركي من أصل سوري حصل على الجنسية الأميركية عام 2010، بأنه استورد اللوحة الأثرية على أنها "بلاط سيراميك" من تركيا، زاعماً أن قيمتها لا تتجاوز 587 دولاراً. إلا أن خبير التقييم في الحكومة الأميركية، قدّر قيمة اللوحة بمبلغ 450 ألف دولار، وتبيّن لاحقاً أن الشريحي دفع نحو 12 ألف دولار مقابلها، و40 ألف دولار أخرى لترميمها.
تفاصيل لوحة الفسيفساء ووصولها إلى أميركا
ويبلغ طول لوحة الفسيفساء نحو 5 أمتار ونصف المتر، وعرضها 2.4 متر، ووزنها نحو 907 كيلوغرامات. وتجسّد اللوحة مشهداً للأساطير اليونانية، حيث يظهر هرقل وهو ينقذ بروميثيوس المقيّد بالسلاسل بصخرة من قبل الآلهة، بسبب تعليم البشر كيفية الحصول على النار.
وقبل بضعة أشهر من عملية "الاتجار باللوحة"، كان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد قراراً يدين تدمير التراث الثقافي في سوريا، وخاصة من قبل تنظيم "الدولة" (داعش) و"جبهة النصرة".
وخلال رحلة تهريبها إلى أميركا، وضعت لوحة الفسيفساء داخل حاوية شحن معدنية كبيرة تحتوي على مزهريات ولوحات فسيفساء أخرى، في حين أظهرت صورة الأشعة السينية للحاوية التي التقطها مكتب الجمارك وحماية الحدود، أن الفسيفساء كانت مخبأة خلف مجموعة المزهريات، لتمر عبر الجمارك، وتُشحن بالشاحنات إلى منزل الشريحي.
وبعد تحقيقات أجراها فريق مكافحة الجرائم والأمن الداخلي الأميركي، استولى العملاء الفيدراليون من مرآب الشريحي على القطعة الأثرية في آذار 2016.