تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لمعبد عمريت الأثري في طرطوس، تظهر ترميمه بالإسمنت والقرميد الأحمر من قبل وزارة الآثار في حكومة النظام، ما أثار جملة في الانتقادات بسبب تشويه المعالم الأثرية، والتقصير في حفظ التراث السوري.
وتظهر الصور ألوانا مختلفة وأشكالاً غير متناسقة على الجدار الأثري الذي يعود لنحو 3 آلاف عام ويعد أحد أهم المعالم الأثرية والمعمارية في سوريا والعالم.
من جهته، قال مدير "آثار طرطوس" مروان حسن لموقع "أثر برس" الموالي إن موقع عمريت يعد واحداً من أهم المواقع الأثرية في الساحل السوري، ويعود تاريخه إلى حدود القرن الخامس قبل الميلاد، وقد نحت ضمن كتلة صخرية رملية في تلك الفترة.
وأضاف أنه في عام 2014 وبعد تعرض هيكل وجدران المعبد الأثرية للتآكل في بعض الأماكن نتيجة الظروف الجوية والمناخية عبر الزمن في الساحل السوري، وبسبب الحالة الأمنية التي تعرّض لها البلد، والتي تسببت بتوقف عمل البعثات الأثرية كافة، تدخلت المديرية العامة للآثار والمتاحف بشكل إسعافي لمنع انهيار أجزاء من هيكل المعبد، حيث استُخدمت المونة الرابطة التقليدية مع مادة القرميد لكونها مادة تقليدية ولا تؤثر على الحجر الأساسي للمعبد، وذلك لحين إعداد الدراسة الفنية المتخصصة ضمن مشروع ترميم متكامل للمعبد بمجمله.
وزعم أن المديرية العامة للآثار والمتاحف تواصلت عام 2021 مع الجهات ذات الخبرة بأعمال الترميم المشابهة باستخدام المواد المناسبة، حيث جرى الاتفاق مع الجانب الإيطالي للقيام بأعمال ترميم المعبد في عام 2022، وسيبدأ العمل وفق المخطط الموضوع في أيلول القادم.
يذكر أن مدينة عمريت التاريخية تقع على بعد 7 كم جنوب طرطوس وتمتد آثارها على مساحة 6 كم مربع حيث دلت التنقيبات الأثرية على أنها تأسست في العصر العموري وذكرها مؤرخو عصر الإسكندر المقدوني باسم ماراتوس ووصفوها بأنها مدينة مزدهرة وإحدى أكبر مدائن الشرق.