icon
التغطية الحية

باتت ترفاً.. مزيلات التعرق تصل لـ40 ألف ليرة والسوريون يتجهون للشبة

2023.04.17 | 12:33 دمشق

المواصلات في دمشق ـ رويترز
المواصلات في دمشق ـ رويترز
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في دمشق، صدم كثيرون بأسعار مزيلات التعرق التي "تشي بأن الصيف هذا العام سيكون صعباً خاصةً أثناء الركوب في المواصلات العامة"، بحسب مهيار وهو طالب جامعي في كلية الحقوق، الذي أشار إلى أنه غير قادر على شراء عبوات مزيلات التعرق الأصلية وفق الأسعار الحالية.

وعلى الرغم من منع حكومة النظام استيراد مستحضرات التجميل ومزيلات التعرق بسبب صناعتها محليا، إلا أن المزيلات محلية الصنع ليست ذات جودة ولا تحمي الشخص من رائحة التعرق لأكثر من ساعة، ويقول مهيار إنه استخدم إحدى الماركات التي صنعت محلياً على شكل يشبه الماليزيا الشهيرة باسم مارتيزيا، لكنه تبين أن رائحتها تتحول لرائحة كريهة بعد ساعة فقط من وضعها.

من يسيطر على سوق "الديودوران" في سوريا؟

وفي جولة على الأسواق، تبين أن جهة واحدة تقريباً تسيطر بنسبة كبيرة على سوق الديودورانات والماكياج ومستحضرات التجميل عموماً، مقرها في حمص تدعى "مجموعة المسموم"، وهي مجموعة شركات تعود لشخص يدعى عبدالمعطي المسموم وهو الرئيس التنفيذي والمالك للمجموعة، وتشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أنه مقيم في الإمارات ويدير شركة تدعى "جلف أوركيد لصناعة العطور" هناك.

في سوريا، يدير المجموعة شخص من العائلة وغير واضحة درجة القرابة بينه وبين المالك، يدعى عبدالكافي شاكر المسموم، وهو عضو في مجلس إدارة "غرفة صناعة حمص"، وعضو مكتب "اتحاد غرف الصناعة السورية"، وهو شريك مؤسس ومدير في "شركة ماء الذهب" التي تأسست عام 2017 لغاية استيراد وتصدير المخاليط العطرية والأغطية البلاستيكية والعبوات، مع أغطيتها والنافثات العطرية، وتجارة كافة أنواع العطورات ومستلزماتها وملحقاتها واكسسواراتها.

وبعد تأسيس الشركة، منعت الحكومة استيراد مواد التجميل، ففي 2018 تم إغلاق 160 محلاً تجارياً في دمشق وريفها ضمن حملة مكافحة المواد المجهولة المصدر، وجزء من هذه المحلات تبيع مواد تجميل وشامبو ومعاجين أسنان.

تنتج الشركة المذكورة، كل أنواع الماكياجات والعطورات بأشكال تشبه الماركات العالمية والعربية لكن بأسماء محرّفة، مثل:la بدل fa، وole بدلاً من ola، وEXX بدل AXE، وRoxanve بدل Rexona، وغيرها من الماركات المقلدة بنفس الشكل والألوان وطريقة الكتابة.

ماهو البديل عن مزيلات التعرق؟

ليس هناك خيارات كثيرة أما السوريين لإزالة التعرق، فإما شراء منتجات محلية بأسعار تصل حتى 20 ألف ليرة للعبوة، أو شراء منتجات أصلية بأسعار مرتفعة، أو شراء الشبة الطبية.

وتتراوح أسعار بخاخات مزيلات التعرق الصناعة المحلية بين 15–20 ألف ليرة، والستيك بين 12-15 ألف ليرة، في حين تراوحت أسعار البخاخات من ماركات معروفة مثل الدوف والريكسونا والآكس بين 32 و40 ألف ليرة، والستيكات كذلك الأمر، بينما وصل أغلى سعر لستيك الأولد سبيس إلى 45 ألف ليرة.

وجميع الماركات المعروفة تصل إلى العاصمة دمشق بالتهريب، وتباع إما عبر الإنترنت أو من خلال التواصي أو البسطات غير الخاضعة للرقابة في الأسواق المعروفة.

ونتيجة الأسعار المرتفعة، زاد الإقبال على شراء الشبة من محلات العطارة والمنظفات والصيدليات والنوفوتيه وتراوح سعر العبوة في محلات العطارة والمنظفات بين 2500 – 4000 ليرة، وفي الصيدليات والنوفتيه بين 5 – 7 آلاف ليرة، تبعاً للنوع.

ومنذ عام 2013، تعمل وزارة الاقتصاد على سياسة ترشيد الاستيراد التي تطبقها على السلع الكمالية، ثم بعد سنوات، بدأت بالعمل على برنامج إحلال بدائل المستوردات الذي يقوم على جرد المستوردات ذات الأرقام الكبيرة كل فترة، وتحديد ما يمكن تصنيعه محلياً، والاستغناء عن الاستيراد، بهدف تخفيف فاتورة استيراد السلع التي يمكن إنتاجها محلياً، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ببعض المواد، وذلك لتوفير القطع الأجنبي.

ونهاية حزيران 2022، صرح وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، بأن الوزارة تمكنت من خلال سياسة ترشيد المستوردات من خفض فاتورة الاستيراد منذ عام 2011 ولغاية 2021 بنسبة 77%، بينما انخفضت قيمة الفاتورة منذ مطلع عام 2022 وحتى نهاية أيار الماضي بنسبة 14%، قياساً بالفترة نفسها من عام 2021.