وصل البابا فرنسيس إلى أثينا اليوم السبت في المحطة الثانية من زيارة إلى منطقة البحر المتوسط تهدف إلى لفت الانتباه لمحنة المهاجرين واللاجئين.
وبعد زيارة استغرقت يومين إلى قبرص، سافر البابا إلى اليونان، وهي إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي لطالبي اللجوء الفارين من الحروب والأوطان التي تعاني من الفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
ومن المقرر أن يتوجه البابا فرنسيس، الذي جعل الدفاع عن المهاجرين واللاجئين إحدى أهم قضاياه منذ توليه منصبه، إلى جزيرة ليسبوس للمرة الثانية يوم الأحد لزيارة مركز استقبال المهاجرين الذي تم إنشاؤه بعد أن احترق تماما مخيم موريا سيئ السمعة العام الماضي.
وكان قد اصطحب معه ثلاث عائلات سورية لاجئة على متن طائرته العائدة إلى روما. كما رتب البابا نقل 50 مهاجرا من قبرص إلى إيطاليا بعد رحلته هذا الأسبوع.
وفي اجتماع لم يخل من مشاعر دافئة مع طالبي لجوء في قبرص أمس الجمعة، أشار البابا إلى الأوضاع في ليبيا وأماكن أخرى وقال إنه يتحمل مسؤولية قول الحقيقة بشأن معاناة اللاجئين الذين يجرى احتجاز الكثيرين منهم في ظروف مماثلة لتلك التي كانت في المعسكرات النازية والسوفييتية.
وفي أثينا، سيلتقي البابا مع الرئيس اليوناني ورئيس الوزراء بالإضافة إلى شبان مدرسة كاثوليكية، ومن المقرر إقامة قداس كبير مساء الأحد.
وسبق أن دعا بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول دول العالم لعدم إعادة اللاجئين إلى بلدان غير آمنة، مستشهداً بليبيا التي قال إن كثيرين يعانون فيها من أعمال عنف وأوضاع غير إنسانية أشبه بمعسكرات الاعتقال، وقبل أسبوعين طالبت 12 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي بتعزيز حدود الاتحاد بـ"حواجز فعلية" لصد طالبي اللجوء، مغفلة التقارير التي كشفت عن عمليات الإعادة القسرية العنيفة التي يتعرض لها طالبو اللجوء.
وسبق أن طلب الاتحاد الأوروبي من اليونان إنشاء آلية "مستقلة" تهدف لرصد التجاوزات ومنع اعتراض المهاجرين القادمين إليها، كشرط لضمان تدفق مساعدات صندوق الهجرة الإضافية.
وفي أواخر عام 2020، ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في بحث استقصائي، أن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" تتصرف بشكل يتنافى مع القانون الدولي، بدعمها اليونان في عمليات إعادة اللاجئين لعرض البحر، ودفعهم للحدود التركية.
وإثر ذلك، أعلنت وكالة "فرونتكس" أنها فتحت تحقيقاً داخلياً بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن دعمها اليونان في إجبار طالبي اللجوء على العودة إلى المياه التركية في بحر إيجة.