كشف تحقيق للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن نشاط إيراني وبمشاركة بارزة من حزب الله في صناعة الكبتاغون وزراعة الحشيش، بمحافظة دير الزور وريفها، التي باتت أشبه بـ"محمية إيرانية".
وتسعى إيران من خلال تجارتها بالمخدرات إلى تمويل وجودها في الأراضي السورية، ما يثير قلق الأهالي في مناطق نفوذ ميليشياتها بدير الزور، من تفشي صناعة وتجارة وترويج المخدرات في مدنهم وبلداتهم وقراهم، بحسب نتائج التحقيق، المنشورة اليوم الجمعة.
وتوصلت الشبكة إلى 7 مصانع بدائية لتصنيع الحبوب المخدرة في تلك المناطق، وهي:
- فيلا ضمن حي القصور بمدينة دير الزور.
- معمل بدائي قرب بحرة عفرة في حي القصور بمدينة دير الزور.
- مبنى قرب بناء الهندسة الكهربائية والميكانيكية بشارع بور سعيد في حي العمال بمدينة دير الزور.
- معمل بدائي قرب حديقة المعلمين في مدينة دير الزور.
- معمل بدائي في منطقة الخانات بأطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور.
- معمل بدائي في منطقة الحزام بمدينة البوكمال شرقي دير الزور.
- معمل بدائي في شارع الفيلات بمدينة البوكمال شرقي دير الزور.
الميلشيات المتورطة.. دور رئيسي لـ"حزب الله"
ولفتت الشبكة إلى أن العدد الحقيقي للمصانع أكبر من الذي تمكنت من التوصل إليه، ويصعب الكشف عنها جميعها بسبب التشدد الأمني الكبير للميليشيات الإيرانية، وانتشار المعامل السرية في مناطق متفرقة من دير الزور.
ومنذ أشهر طويلة، تقوم الميليشيات التابعة لإيران بزراعة مادة القنب "الحشيش"، في أراضٍ لبعض المهجرين من قريتي سعلو والزباري شرق دير الزور، فضلاً عن أراضٍ أخرى معروفة باسم "مزارع الدولة" في الريف نفسه.
وذكرت الشبكة أسماء 8 ميليشيات متورطة في هذا النشاط بدير الزور، وهي:
- ميليشيا حزب الله اللبناني
- ميليشيا حزب الله العراقي
- ميليشيا الحرس الثوري الإيراني
- ميليشيا عصائب أهل الحق التابعة للحشد الشعبي العراقي
- ميليشيا الأبدال التابعة للحشد الشعبي العراقي
- ميليشيا الدفاع الوطني
- ميليشيا الفرقة الرابعة
- ميليشيا "جيش العشائر" التي تضم مسلحين من عشائر "البكارة والبوسرايا والشعيطات"
دير الزور.. مركز تصنيع وتهريب جديد للمخدرات
وتتولى ميليشيا "حزب الله" اللبناني، جلب "مكابس" من منطقة القصير جنوب غربي حمص، إلى المصانع البدائية في دير الزور، ويؤمن كذلك المواد الأولية لصناعة "الكبتاغون" بالتشارك مع الحرس الثوري الإيراني، مثل “حمض الفينيليك” التي تعتبر المكون الرئيسي لصناعة الكبتاغون، كما يشرف خبراء لبنانيون وإيرانيون على تصنيع المخدرات وزراعة الحشيش، بحسب التحقيق.
وتتوزع بقية الميليشيات مهام أخرى، مثل تأمين الطرقات والمواد الأولية، والإشراف والحماية والترويج، فضلاً عن التهريب إلى مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ثم إرسال المواد المخدرة خارج سوريا عبر الأراضي العراقية.
وجرت العادة أن تورد الميليشيات التابعة لإيران المخدرات إلى دير الزور، من القصير أو مناطق في ريف دمشق حدودية مع لبنان، وتقع جميعها تحت سيطرة "حزب الله"، لكن الأشهر الأخيرة شهدت تحولاً من التوريد إلى التصنيع داخل المحافظة، توفيراً للتكاليف المترتبة على النقل والاستهداف وعمليات السطو، وذلك بعد أن تزايدت أهمية دير الزور بالنسبة لإيران في ترويج المخدرات وتهريبها خارج سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
سوريا.. من دولة عبور إلى دولة إنتاج للمخدرات
وتمكّن تلفزيون سوريا قبل أيام قليلة فقط، من الكشف عن مصنع للكبتاغون في دير الزور وخط تصدير جديد إلى الخليج برعاية نظام الأسد، يقوم على نقاطٍ كثيرة في شرقي سوريا، وبالتحديد في محافظة دير الزور، وفق مصادر تنتمي إلى الميليشيات الإيرانية.
وأقيم المصنع في مدينة الميادين شرقي دير الزور، على بقايا معمل لإنتاج المنظفات، واللافت في المصنع أنه يتبع للميليشيات الإيرانية الصرفة، وليس إلى الفرقة الرابعة أو الميليشيات المحلية التابعة بشكل مباشر للنظام السوري.
وعن الأسباب الرئيسية وراء نقل تجارة الكبتاغون من جنوبي سوريا إلى شرقها، تقول المصادر إن العملية ليست نقلا كليا للمصانع وإنما افتتاح فروع في المنطقة، وأن الفرع في شرق سوريا سيكون بعيداً عن أعين الأردن، وكذلك بعيداً عن الأماكن المعتادة لهذه الأنشطة، أي دمشق والسويداء ودرعا.
ونظراً إلى انتشار معامل الكبتاغون في وسط وجنوبي سوريا، وأخيراً في شرقها، يمكن القول إن سوريا تحوّلت من دولة عبور للمخدرات إلى دولة منتجة ومصدّرة، وهذا إلى الآن لم تقره الدول الأوروبية أو دول جوار سوريا، أو حتى الولايات المتحدة، ويبقى الكبتاغون ذا أهمية في استراتيجية نظام الأسد أو الميليشيات المساندة له، بغض النظر عن جنسيتها، في الحصول على أموال، والعمل على استراتيجية التمويل الذاتي التي توفّر على إيران أو النظام السوري أعباء مالية كبيرة، وكل تلك التجارة والإنتاج والسعي في الديمومة هدفه الحفاظ على اقتصاد "الأسد" المتهالك، وإبقاؤه قادراً على مواجهة الأزمات.