icon
التغطية الحية

انتهاء إجازة الزلزال.. سوريون يعودون إلى حياتهم المدمرة في تركيا

2023.06.11 | 05:19 دمشق

انتهاء إجازة الزلزال.. سوريون يعودون إلى حياتهم المدمرة في تركيا
سوريون يعودون إلى حياتهم المدمرة في تركيا (فيس بوك)
تلفزيون سوريا - وائل عادل
+A
حجم الخط
-A

مع انتهاء مدة الإجازة الاستثنائية التي باتت تُعرف بـ"إجازة الزلزال"، بدأ السوريون اللاجئون في تركيا بالعودة إلى الولايات المتضررة بسبب زلزال السادس من شباط الماضي، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا.

وبعد نجاتها من الزلزال في الولايات الجنوبية التي يقيمون فيها، آثرت بعض العائلات السورية التوجه إلى الشمال السوري قبل عودتها مجدداً. يقول محمد أنيس لـ موقع تلفزيون سوريا: "بعد نجاتنا بدأت رحلة البقاء من جديد. أعيش مع عائلتي في مدينة كهرمان مرعش جنوبي تركيا منذ نحو تسع سنوات".

ويشير محمد إلى أنه عاش بعد الزلزال مأساةً إنسانية، كالعديد من سكّان الولايات التركية المتضررة. حيث أن انقطاع الكهرباء والماء، بالإضافة إلى الصراخ والعويل الذي شهدته شوارع المدينة المنكوبة، حوّل الحياة فيها إلى رعب مستمر، فقرّر البحث عن مكان آخر خارج كهرمان مرعش، بعد أربعة أيام قضاها مع زوجته وطفلتيه ووالدته المسنة وشقيقته وعائلة زوجته، في رواق المبنى الضيق إلى جانب جاره التركي المسنّ وزوجته الأوزبكية.

ويتابع محمد: "نزحنا كلنا إلى مدينة قيصري، وهناك وجدنا عائلة سوريّة تستضيف النازحين القادمين من مرعش. أقمنا جميعنا داخل غرفة واحدة لأيام معدودة، ثم قررنا التوجه إلى مدرسة قريبة كانت تؤوي النازحين، ولكن أخرجونا منها أيضا بعد يومين. بعد ذلك سمعنا بإجازة الزلزال الخاصة بالسوريين، فقررنا التوجه إلى الشمال السوري، حيث نملك بيتاً في قريتنا (رام حمدان) بريف إدلب، تعيش فيه عمتي الأرملة".

ومن خلال معابر باب الهوى وجرابلس وباب السلامة وتل أبيض الحدودية، بدأ السوريون يعودون تباعاً  إلى الأراضي التركية بعد انتهاء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية في الـ28 من أيار الماضي.

 "محمود أبو صطيف" المنحدر من مدينة سراقب بريف إدلب، تضرر منزله هو الآخر في كهرمان مرعش، وعاد مؤخراً مع عائلته بعد انتهاء إجازة الزلزال. ويقول أبو صطيف لـ موقع تلفزيون سوريا: "أقمت عند أقاربي في سراقب، الحياة كانت صعبة للغاية ولم أستطع إيجاد عملٍ هناك، فقررت العودة إلى تركيا. بعد ثلاثة أشهر من الزلزال كل شيء تغير هنا في مرعش، وأصبح من شبه المستحيل إيجاد منزل للإيجار".

ويضيف: "بحثت كثيراً بعد أن هدمت البلدية بيتي الذي كنت أقيم فيه بسبب تضرره بشكل كبير، وتحول مكان عملي أيضاً لكومة حطام. أقيم اليوم مع عائلتي في إحدى مخيمات مرعش، وبدأت بالبحث عن عمل آخر، وعن بيت للإيجار".

أما محمد أنيس فيقول: "أخبرني صاحب بيتي في اليوم التالي للزلزال، بأنه سيسامحني بأجرة البيت لمدة ثلاثة أشهر. كنت سعيداً بذلك، إلى أن أخبرني بعد عودتي إلى تركيا بأنه غيّر رأيه وطلب مني أجرة الشهور الماضية، ورفع إيجار البيت أيضاً إلى أكثر من 100 بالمئة. لم يكن لديّ خيارٌ آخر، فدفعت ما أراد ووافقت على الزيادة".

العديد من السوريين قرروا البقاء في الشمال السوري، حيث وجد بعضهم مكاناً للإقامة وعملاً في القرى والبلدات التي ينحدرون منها. وبحسب إحصائية صادرة عن المعابر الحدودية الأربعة، فقد بلغ عدد السوريين العائدين من تركيا إلى بلادهم عقب الزلزال، أكثر من 63 ألف شخص في نهاية الأسبوع الأول من شهر آذار الماضي.

8 بالمئة سيبقون في سوريا ولن يعودوا إلى تركيا

في نهاية آذار الفائت، أجرى موقع تلفزيون سوريا استبياناً، شارك فيه 100 شخص عادوا من تركيا إلى سوريا لقضاء "إجازة الزلزال" في الشمال السوري، وأظهرت النتائج أن 8 بالمئة منهم فقط قرروا البقاء في المنطقة التي تعاني ما تعانيه منذ سنوات من دون أي تدخل دولي كاف لتحسين الظروف المعيشية، بل زاد زلزال شباط المدمر الأحوال سوءاً.

وشارك في الاستبيان عينة من 100 شخص، راعى موقع تلفزيون سوريا توزعهم الجغرافي سواء من ناحية مكان الاستقرار حالياً في الشمال السوري أو من ناحية مكان الإقامة السابق في تركيا، وكذلك راعى الاستبيان التنوع الجندري والعمر والحالة الاجتماعية.