تشهد قرى وبلدات ريف الرقة الشرقي وريف دير الزور الغربي الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة له تردياً في الوضع الخدمي بشكل عام والصرف الصحي بشكل خاص مما يؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة في المنطقة.
الصرف الصحي والخدمات غرب الفرات
انتشرت حفر الصرف الصحي وبعض المستنقعات المائية، بين القرى والبلدات بريفي الرقة ودير الزور بشكل عام وفي مدينة معدان شرقي الرقة وبلدة التبني غربي دير الزور بشكل خاص.
وفي هذا السياق قال سامي الخضر من أهالي مدينة معدان في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا إن شبكات الصرف الصحي لم تخضع لعمليات الصيانة منذ سيطرة قوات النظام على المنطقة بالإضافة إلى إهمال الشوارع العامة وصيانة شبكات الصرف.
وأضاف "الخضر" أن أهالي مدينة معدان يتخوفون على أطفالهم من اللعب في تلك المستنقعات التي تشكلت من مياه الصرف الصحي في أثناء خروجهم من المنازل.
وعلى صعيد الخدمات قال "موسى الحاج من بلدة التبني لـ موقع تلفزيون سوريا إن شبكات الصرف الصحي جرى ترميمها منذ ثلاثة أعوام ولم يتم تبديلها إلى يومنا هذا وهي تعاني من تصدعات وتسرب المياه إلى الأحياء السكنية.
وأضاف أن الوضع الخدمي مهمش في ريف دير الزور الغربي على صعيد المياه والكهرباء والصرف الصحي، والأهالي قدموا عشرات الشكاوى إلا أنه لا حلول إلى الآن، وختم حديثه "عمل البلدية يقتصر على هدم المنازل والمحال التجارية التي يتم إعمارها بتهمة عدم قيام أصحابها بإخراج تراخيص لها من جهة والتعدي على الأملاك العامة من جهة أخرى بهدف الحصول على الرشاوى من الأهالي".
انتشار الأمراض غربي دير الزور وشرق الرقة
وبسبب تردي الوضع الخدمي وإهمال حفر الصرف الصحي، انتشرت الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والسل وبعض حالات سوء التنفس بسبب انتشار مستنقعات الصرف الصحي من غرب دير الزور وصولا إلى شرق الرقة وسط تردي القطاع الصحي في المنطقة وعدم قدرة الأهالي على العلاج بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
وحول انتشار الأمراض، قال نزار العمر المنحدر من بلدة معدان عتيق في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، إن والدته تعاني من الربو وبسبب وجود حفرة للصرف الصحي وخروج الروائح الكريهة ازداد وضعها سوءا وتحتاج لجهاز أوكسجين بشكل دوري بكلفة 60 ألف ليرة سورية شهرياً.
ووصلت مصادر تلفزيون سوريا لـ ممرض يعمل في أحد مستشفيات مدينة معدان (فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية) وقال إن المدينة سجلت حالات إصابة بالفشل الكلوي لأشخاص يعيشون في مناطق تطفوا فيها مياه الصرف الصحي.
وأضاف الممرض أن تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في الأحياء الجنوبية من المدينة أدى إلى الإصابات بالفشل الكلوي، خاصة بعد أخذ عيّنات من المياه وفحصها في العاصمة دمشق وتبين وجود تلوث فيها.
وعن الأمراض المنتشرة في المنطقة، أشار الممرض إلى أنه سجلت ثلاث حالات بداء السل وبعض حالات الالتهابات الحادة نتيجة انتشار القوارض والحشرات من تلك المستنقعات التي تنتشر بين القرى والبلدات وداخلها.
وفي ريف دير الزور سجلت المنطقة خمس حالات إصابة بداء اللشمانيا في بلدة التبني لأطفال نتيجة انتشار الحشرات في ظل انتشار مستنقعات الصرف الصحي بين الأحياء السكنية بالبلدة، بحسب مصدر طبي من المنطقة.