بدأت عملية فرز الأصوات في انتخابات لبنان البرلمانية فور إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها مساء أمس الأحد، بعد عملية تصويت استمرت منذ السابعة صباحاً بتوقيت بيروت (5:00 غرينتش) وحتى السابعة مساء (17:00 غرينتش).
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن عملية الفرز بدأت في مراكز الاقتراع بحضور مندوبي اللوائح والمرشحين.
وبعد إعلان انتهاء الاقتراع، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مؤتمر صحفي عُقد في وزارة الداخلية: "نتمنى أن تنتج الانتخابات مجلس نواب جديد لانتشال لبنان من أزمته الحالية".
وأضاف ميقاتي أن "نسب الاقتراع تجاوزت الـ50 في المئة في كثير من المناطق اللبنانية بالإضافة إلى انتخابات المغتربين التي تعتبر إنجازاً مهما للدولة اللبنانية" على حد تعبيره.
فرز على ضوء هاتف جوّال
ومع استمرار عملية فرز الأصوات، تداول ناشطون لبنانيون على منصات التواصل الاجتماعي صورة تظهر آلية الفرز في أحد مراكز الاقتراع ببيروت على ضوء هاتف جوال وكشاف كهربائي يعمل بالبطارية بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
في أحد مراكز الفرز في بيروت أولى، الفرز يتم في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي رغم وعود وزارة الداخلية بتأمين التيار عند الفرز.#انتخابات_2022#لأربع_سنين pic.twitter.com/BoDRmxsPVI
— LADE (@LADELEB) May 15, 2022
وعلّقت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي)، على الصورة المتداولة بالقول: "في أحد مراكز الفرز في بيروت- أولى، يتم الفرز في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي، على الرغم من وعود وزارة الداخلية بتأمين التيار عند الفرز".
انتخابات "الأزمة اللبنانية"
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة من صباح أمس الأحد في أول انتخابات في لبنان منذ الانهيار الاقتصادي في البلاد، في حين قال كثيرون إنهم يأملون في توجيه ضربة للنخبة السياسية الحاكمة التي يحملونها مسؤولية الأزمة حتى لو بدت احتمالات حدوث تغيير كبير ضئيلة.
وتمثل أول انتخابات تجري منذ عام 2018 اختبارا لـ "حزب الله" المدعوم إيرانياً وحلفائه إن كانوا يستطيعون الحفاظ على الغالبية البرلمانية في ظل تزايد معدلات الفقر وتصاعد الغضب من الأحزاب الحاكمة.
ومنذ الانتخابات السابقة في عام 2018 هز لبنان انهيار اقتصادي ألقى البنك الدولي باللوم فيه على النخبة الحاكمة، وشهد مرفأ بيروت انفجاراً ضخماً في 2020.
وتتنافس 103 قوائم انتخابية تضم 718 مرشحاً موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائباً في البرلمان الذي ينتخب أعضاؤه بدورهم رئيس البلاد.
ووفق إحصائية رسمية لوزارة الداخلية، بلغت نسبة المشاركة نحو 33 في المئة قبل أربع ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وبلغ عدد الناخبين 3.9 ملايين بينهم 225 ألف ناخب في الخارج أدلوا بأصواتهم الأسبوع الماضي.
ومن المنتظر أن يبدأ ظهور النتائج الأولية صباح اليوم الإثنين على أن تعلنها وزارة الداخلية لاحقاً.
وتأتي الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية حادة وغير مسبوقة يعاني منها لبنان منذ أكثر من عامين، وأدت إلى انهيار قياسي بقيمة العملة المحلية الليرة مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
كما تعاني البلاد انقطاعاً في التيار الكهربائي عن المنشآت والمنازل لساعات طويلة منذ نحو عام، بسبب شح الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الكهرباء من جراء عدم توافر النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.