قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في تقرير إن جائحة كورونا أثرت في الأطفال على نطاق غير مسبوق، مما جعلها أسوأ أزمة تواجه الأطفال تشهدها اليونيسيف في تاريخها الممتد لـ 75 عاما.
وأشار التقرير الصادر أمس الأربعاء، إلى أن 100 مليون طفل إضافي يعيشون الآن في فقر متعدد الأبعاد بسبب الجائحة، بزيادة قدرها 10 في المئة منذ عام 2019. وهذا يمثل ما يقرب من 1.8 طفل كل ثانية، منذ منتصف آذار 2020.
ويحذر التقرير من المدة التي ستستغرقها عملية استعادة المكاسب المفقودة، حتى في أفضل السيناريوهات، سوف يستغرق الأمر من سبع إلى ثماني سنوات للتعافي والعودة إلى مستويات فقر الأطفال لفترة ما قبل الجائحة.
أرقام صادمة
في ذروة الجائحة، كان هناك أكثر من 1.6 مليار طالب خارج المدرسة بسبب الإغلاق على مستوى البلاد. إذ تم إغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم لنحو 80 في المئة من عملية التعليم بصورة شخصية في السنة الأولى من الأزمة.
تؤثر حالات الصحة العقلية على أكثر من 13 في المئة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، في جميع أنحاء العالم. بحلول تشرين الأول 2020، عطلت الجائحة أو أوقفت خدمات الصحة العقلية الحرجة في 93 في المئة من البلدان في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يحدث ما يصل إلى 10 ملايين حالة زواج إضافية للأطفال قبل نهاية العقد نتيجة لجائحة كورونا.
كما ارتفع عدد الأطفال المنخرطين في عمالة الأطفال إلى 160 مليون طفل في جميع أنحاء العالم بزيادة قدرها 8.4 ملايين طفل في السنوات الأربع الماضية. وهناك 9 ملايين طفل إضافي معرضون لخطر دفعهم إلى عمالة الأطفال بحلول نهاية عام 2022 نتيجة لزيادة الفقر الناجم عن فيروس كورونا.
وفي ذروة انتشار الفيروس، تعطلت خدمات الوقاية من العنف والاستجابة له بشكل خطير بالنسبة لـ 1.8 مليار طفل يعيشون في 104 دول.
ويعاني 50 مليون طفل من الهزال، وهو أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بمقدار 9 ملايين بحلول عام 2022 بسبب تأثير الجائحة على النظم الغذائية للأطفال وخدمات التغذية وممارسات التغذية.
الأطفال في مناطق النزاع
بالإضافة إلى الجائحة، يحذر التقرير من مهددات أخرى تشكل تهديدات شديدة لحقوق الأطفال. على الصعيد العالمي، يعيش 426 مليون طفل- أي نحو 1 من كل 5 - في مناطق نزاع تزداد حدة وتسبب خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وتؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال.
النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع. ثمانون في المئة من جميع الاحتياجات الإنسانية مدفوعة بالنزاعات. وبالمثل، يعيش ما يقرب من مليار طفل - نحو نصف أطفال العالم - في بلدان معرضة "لخطر شديد جداً" من آثار تغير المناخ.