دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" مع اقتراب نهاية العام 2021، جميع أطراف النزاع إلى إنهاء الهجمات ضد الأطفال، مشيرةً إلى أن آلاف الأطفال في سوريا وأفغانستان واليمن وشمالي إثيوبيا دفعوا ثمناً باهظاً مع استمرار انعدام الأمن والنزاع المسلح والعنف.
وأضافت في بيان، أمس الخميس، أنه التزم فقط أقل من نصف أطراف النزاع على مستوى العالم بحماية الأطفال، محذرةً من تزايد الانتهاكات الجسيمة لحقوقهم.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور "عاماً بعد عام، تستمر أطراف النزاع في إظهار التجاهل المروع لحقوق الأطفال ورفاههم، مضيفةً أن الأطفال يعانون ويموتون بسبب هذه القسوة، وأنه يجب بذل كل جهد ممكن للحفاظ على هؤلاء الأطفال في مأمن من الأذى."
وأوضح البيان أن استخدام الأسلحة المتفجرة، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان، هو تهديد مستمر ومتزايد على الأطفال وعائلاتهم، مشيرةً إلى أن الأسلحة المتفجرة والمتفجرات من مخلفات الحرب مسؤولة عن نحو 50 في المئة من جميع الإصابات بين الأطفال في عام 2020، حيث أدت إلى مقتل وتشويه أكثر من 3900 طفل.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن بيانات عام 2021 الخاصة بالاختطاف والعنف الجنسي ليست متاحة بعد، إلا أن الأمم المتحدة تحققت من 26 ألفاً و425 انتهاكاً صارخاً ضد الأطفال خلال العام الفائت.
وبيّن أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري شهدت انخفاضاً طفيفاً في العدد الإجمالي للانتهاكات الجسيمة التي تم التحقق منها، ولكن في المقابل استمرت حالات الاختطاف والعنف الجنسي التي تم التحقق منها في الارتفاع بمعدلات تنذر بالخطر مقارنة مع الربع الأول من العام الفائت.
الهجوم على المدارس والمستشفيات
وسجل البيان أن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان هناك أكبر عدد من الهجمات على المدارس والمستشفيات منذ عام 2005، ووقوع 22 هجوماً من هذا القبيل في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
وسلطت "اليونيسيف" الضوء في تشرين الأول الفائت، على مقتل وتشويه 10 آلاف طفل في اليمن منذ آذار 2015، وهو ما يعادل أربعة أطفال يومياً.
وأورد البيان أن أفغانستان مثال على الانتهاكات ضد الأطفال، حيث يوجد فيها أكبر عدد من الضحايا الأطفال منذ عام 2005، حيث يُقدر عددهم بأكثر من 28 ألفاً و500 طفل، وهو يمثل 27 في المئة من ضحايا الأطفال في العالم.
وأورد البيان أن الأمم المتحدة تحققت من انتهاكات بحق الأطفال في دول مثل بوركينا فاسو والكاميرون وكولومبيا وليبيا وموزامبيق والفلبين.
وطالبت "اليونيسيف" جميع أطراف النزاع في العالم إلى الالتزام بخطط العمل الرسمية واتخاذ تدابير ملموسة لحماية الأطفال، حيث تشمل هذه التدابير منع وقوع الانتهاكات الجسيمة، وإطلاق سراح الأطفال من القوات والجماعات المسلحة، ووقف الهجمات على المدارس والمستشفيات.
ووثق الدفاع المدني السوري، الشهر الفائت، مقتل 63 طفلاً من جراء هجمات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا منذ شهر حزيران الفائت، مشيراً إلى أن قوات النظام وروسيا اتبعت خلال حملتها العسكرية الأخيرة سياستها المعتادة، باستهداف منازل المدنيين والمنشآت الحيوية، بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين وتهجير السكان من منازلهم وإفراغ المنطقة.
وأوضح الدفاع المدني أنه استجاب لأكثر من 135 هجوماً شنته قوات النظام وحليفها الروسي على مدارس ومنشآت تعليمية في شمال غربي سوريا، وكانت الهجمات موزعة على 89 هجوماً في عام 2019، و40 هجوماً في 2020، وأكثر من 5 هجمات منذ بداية العام الحالي.