حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" اليوم الأحد من أنَّ سوء التغذية الحاد بات يهدد الحياة ويشكل مصدر قلق خطير في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير إنَّ هناك حاجةً ملحة إلى المزيد من خدمات الوقاية من سوء التغذية في مناطق شمال شرقي سوريا نتيجة انعدام الأمن والنزوح والتدهور الاقتصادي، وسبل العيش غير المستقرة، وخدمات الرعاية الصحية غير الكافية، وأزمة المياه وظروف الجفاف التي تؤثر في السكان.
وأضافت أنَّ معدلات سوء التغذية الحاد ارتفعت في محافظة الحسكة في حزيران 2021، بالتزامن مع بداية الجفاف، ويعد الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب بالإضافة إلى الحرارة الشديدة ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية من الأسباب الرئيسية لهذه الذروة، إلى محدودية الطعام المغذي، أو التغذية غير الكافية.
وفي محافظة الرقة ارتفعت معدلات سوء التغذية طوال عام 2021، وذلك بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المفروضة بالمحافظة منذ عام 2020، بالإضافة إلى أزمة المياه وظروف الجفاف والتدهور الاقتصادي والنزوح نتيجة النزاع.
وذكر التقرير أن "اليونيسيف قدمت خدمات التغذية الوقائية والعلاجية إلى 336 ألف طفل ومقدم رعاية في محافظتي الحسكة والرقة خلال عام 2021، مقارنة بتقديم خدمات إلى 339 ألف طفل خلال 2020، وإلى 392 ألفاً في عام 2019".
وأشار التقرير إلى أن "المنظمة تستعد في عام 2022 لتقديم المساعدة الغذائية إلى 377 ألف طفل في شمال شرقي سوريا، الذين زادت احتياجاتهم بسبب انعدام الأمن الغذائي المتأثر بالجفاف، إلى جانب العوامل الأساسية المستمرة بما في ذلك النزاع والنزوح والتدهور الاقتصادي، وسبل العيش غير المستقرة وخدمات الرعاية الصحية غير الكافية".
وتتمثل الأمراض الناتجة عن سوء التغذية بعدة أشكال منها: الهزال (نقص الوزن بالنسبة للطول)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة للعمر)، وفرط الوزن (السمنة)، والتقزم (قصر القامة)، الأمر الذي قد لا يلاحظ إلا بعد فوات الأوان.
وبحسب (اليونيسيف) فإن 34 في المئة من أطفال شمالي سوريا أصيبوا بالتقزم بسبب سوء التغذية. مضيفةً أن حالات سوء التغذية لدى الأطفال، والحوامل، والمرضعات قد ازدادت خلال سنوات الحرب، وتضاعفت ضعفين في السنوات الأخيرة، وأن ثلثي هذه الحالات يعانون من فقر في الدم بسبب الجوع المستمر ونقص المواد الغذائية.