جددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" دعوتها لحماية الأطفال في شمال شرقي سوريا، في ظل استمرار العنف داخل سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة وفي المنطقة حوله.
وفي بيان لها أمس الخميس، شدد ممثل "اليونيسيف" في سوريا،
بو فيكتور نيلوند، على "ضرورة أن يتوقف القتال من أجل الأطفال الموجودين في السجن وفي المنطقة المحيطة به".
وأكد نيلوند على أن "الأطفال في الملاجئ مُصابون بحالة من الرعب بعد الفظائع التي شهدوها"، مضيفاً "أخبرتنا العائلات أن الأطفال كانوا يعانون من الكوابيس ويتبوّلون في الفراش، لقد كانت تجربة مروّعة بالنسبة لهم، ومن الواضح أنهم بحاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة".
وأشارت "اليونيسيف" في بيانها إلى استمرار إغلاق بعض الطرق الرئيسية، بعد أسبوع من بدء أعمال العنف، مما يؤدي إلى تعطيل حركة المرور وإيصال الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية.
وأضافت المنظمة أنها "موجودة على الأرض، حيث تعمل مع شركائها لتزويد الأطفال النازحين وعائلاتهم بالمساعدة المنقذة للحياة، بما فيها المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الضرورية".
وقالت "اليونيسيف" إن "المتطوعين التابعين لها قاموا بمساعدة الناس لكي يصلوا إلى مراكز الايواء والعيادات وتوزيع الطعام والبطانيات والفرشات والملابس والأدوية، كما قاموا بتوزيع المواد المطبوعة حول مخاطر الذخائر المتفجرة لتوعية الفتيان والفتيات في الملاجئ والحفاظ على سلامتهم".
وأوضحت أنها "تقدم المعلومات للعائلات حول كيفية تجنب انفصال الأطفال عن ذويهم، وكيفية الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ولأولياء الأمور"، مشيرة إلى أنه "حتى الآن تم تحديد تسعة أطفال منفصلين عن ذويهم وغير مصحوبين بهم، وحدث هذا الانفصال في مرحلة ما من الفرار، ولا يعرف الأطفال مكان والديهم".
وجددت اليونيسيف دعوتها إلى جميع الأطراف للعمل على "حماية جميع الأطفال في شمال شرقي سوريا في جميع الأوقات"، وحثت جميع الدول ذات الصلة، على "اتخاذ إجراءات عاجلة وتحمل المسؤولية لصالح الأطفال وإعادة الأطفال وأمهاتهم إلى بلدانهم الأصلية".
كما جددت الدعوة إلى "الإفراج الفوري عن الأطفال الموجودين في مرفق الاحتجاز، وإلى حصولهم على الرعاية والمساعدة في حالات الطوارئ، دون عوائق".
وحتى اليوم، تستمر اشتباكات متقطعة في مدينة الحسكة، بعد أسبوع من هجوم واسع نفذته خلايا تابعة لـ "تنظيم الدولة" على سجن الصناعة، بدأ باستهداف أسوار السجن الذي يحوي مئات من عناصر "التنظيم"، بسيارتين ملغّمتين، تبعته اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وحينئذٍ، خرج عشرات السجناء من مهاجعهم وفرضوا سيطرتهم الكاملة على السجن داخلياً، كما انتشروا في عدة أحياء مع مجموعة من عناصر التنظيم كانت تنتظرهم في الخارج.
وأول أمس الأربعاء، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرتها الكاملة على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، بعد نحو أسبوع من الهجوم الذي نفذه "تنظيم الدولة" على السجن، إلا أنها أعلنت لاحقاً أن نحو 100 من عناصر التنظيم لا يزالون متحصنين في أحد أبنية السجن.