تم العثور على قنابل هاون لم تنفجر إلى جانب طلقات من الرصاص في مناطق مختلفة من مخيم اللاجئين الجديد المزدحم في ليسبوس والذي ظل يستخدم من قبل الجيش اليوناني كميدان للتدرب على الرماية طيلة عقود خلت.
ولهذا أعلن ناشطون حقوقيون بأن لاجئين اكتشفوا وجود تلك القنابل وذخيرة تستخدم مع رشاشات آلية إلى جانب طلقات من الرصاص عند كارا تيبي، بالرغم من تأكيدات الحكومة وتطميناتها من أن المكان مؤمن ولم يعد فيه أي خطر.
هذا وقد أقيم ذلك المخيم الذي استخدم طيلة عقود لميدان للتدرب على إطلاق الرصاص من قبل الجيش بعدما شب حريق كبير في مخيم موريا للاجئين فدمر معظمه وذلك في شهر آب الماضي، فأصبح هذا المخيم يؤوي الآن 12500 شخص بينهم 2500 طفل.
اقرأ أيضاً: اليونان تبني مخيمات جديدة للتقليل من مدة إقامة اللاجئين
ثم ظهر تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش وسط مناشدات من قبل العاملين في مجال الإغاثة واللاجئين لتعليق بناء المخيم في الوقت الذي أجري فيه مسح شامل للموقع إلى جانب البدء بتحقيقات حول احتمال تجمع طبقات رصاص سامة في التربة.
وحول ذلك تخبرنا إيفا كوسي وهي باحثة تعمل لدى تلك المنظمة في اليونان فتقول: "إن السلطات تصر على أنها أجرت مسحاً شاملاً للمنطقة قبل إقامة المخيم في أيلول الماضي، إلا أن اللاجئين أتوا إلينا يحملون ذخائر ومعدات حربية وجدت في أماكن متفرقة من هذا المخيم".
اقرأ أيضاً: خفر السواحل اليوناني يعثر على 13 لاجئاً سورياً وينتشل جثة
وذكرت بأن المنظمة أرسلت أكثر من 12 صورة للذخائر بينها قذائف هاون لم تنفجر عيار 60 ملم، ومسدسات ورشاشات آلية، مع خراطيش بنادق عيار 12 تعود لمسؤولين في الدولة، إلا أن السلطات أنكرت كل ذلك ووصفته بأنه هراء ولا أساس له من الصحة على حد وصفها.
وقد علقت السيدة إيفا على ذلك بالقول: "إنهم يزعمون بأن اللاجئين هم من قاموا بزرع تلك الذخيرة وهدفهم الوحيد من ذلك هو اختلاق المشكلات لإزعاج الحكومة اليونانية".
هذا وقد رفض مسؤولون في وزارة الهجرة التعليق على الموضوع، في حين أعلن ناطق رسمي باسم وزارة الدفاع بأن فرقاً مختصة بالذخائر والعتاد الحربي قامت بإخلاء المنطقة ومسحت الأرض بحثاً عن أية معادن سامة وذلك عند إقامة المخيم، إلا أن نتائج تلك التقارير ظلت قيد التكتم.
اقرأ أيضاً: اعتقال سوري في اليونان مشتبه بانتمائه إلى تنظيم الدولة
إلا أن تقرير هيومن رايتس ووتش يستشهد بما ذكره خبراء في علم السموم ممن حذروا من أن يتحول موقع كارا تيبي إلى خطر محدق بسبب التسمم الذي قد يسببه الرصاص للمقيمين والعاملين في ذلك المخيم.
فيما ذكر لاجئون لتلك المنظمة بأنهم أصبحوا اليوم يمنعون أولادهم من اللعب حول ذلك المخيم خشية وقوع حوادث تتسبب بها المتفجرات التي خلفت هناك، ناهيك عن خطر تعرضهم للتسمم، إذ قال أحد اللاجئين: "إننا نحاول أن نمنع أولادنا من الذهاب للعب عند التلة لأننا بتنا نعرف باحتمال وجود رصاص وغيرها من الأمور الخطرة التي خلفها الجيش دون أن يقوم بإزالتها".
وقد أسهمت النتائج النهائية في زيادة أوار الشكوك تجاه طريقة تعامل اليونان مع أزمة الهجرة التي امتدت لزمن طويل، والتي ترى الحكومة في أثينا بأنها لم تعد قادرة على إدارتها بمفردها.
فقد تقطعت السبل بأكثر من 100 ألف طالب لجوء في هذه الدولة، وذلك بعد مرور أربع سنوات على موجة النزوح الهائلة التي حملت مليون لاجئ سوري إلى أوروبا ضمن أكبر موجة هجرة في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية.
وهنا يخبرنا بيتر كيسلير وهو ضابط اتصالات رفيع المستوى يعمل لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فيقول بإن مشكلات كارا تيبي نوقشت مع الحكومة، ويضيف: "في الوقت الذي نشير فيه لتطمينات تلقتها السلطات اليونانية، نواصل مناشدتنا للتوصل إلى حلول عاجلة بالنسبة للأشخاص الذين يقيمون في ذلك الموقع المؤقت في الوقت الراهن، وذلك حتى يتم نقلهم إلى مكان أنسب في أقرب وقت ممكن".
المصدر: تايمز