يروي وزير الاقتصاد السوري السابق، محمد نضال الشعار، حكاية تجديده لجواز سفره (السوري) من قنصلية نظام الأسد في إمارة دبي، بسخرية ممجوجة بشيء من الحزن والغضب، وأقرب ما تكون من نمط "الكوميديا السوداء" التي باتت تطغى بصورة واضحة على تفاصيل حياة السوريين المهجّرين في شتى بقاع الأرض.
وعبر منشور على حسابه في (فيس بوك)، يصف الشعّار تفاصيل حصوله على جواز السفر الأغلى في العالم –من ناحية السعر- والأرخص من حيث القيمة والمضمون، والأقصر من حيث فترة الصلاحية.
يقول الشعار في منشوره التهكّمي المزيج بين الفصحى والعامية: "ذهبت اليوم إلى القنصلية السورية في دبي لتجديد جواز سفري السوري بتاع السنتين. لبست جاكيت وكرافات".
اقرأ أيضاً: كم جنى نظام الأسد من جوازات السفر هذا العام؟
ويتابع: "بما أني كنت وزير، فالمفروض ما أوقف ع الدور.. هي شغلة عالمية تقررها روما، وجنيف.. ما علينا. وقفت ع الدور، ومع كل السورين الحلوين وبالنسبة إلي فيها متعة رائعة. الكورونا كانت واضحة.. الكل لابس ماسك بس الأنف لأ".
ويستطرد الشعار: "كمان ما علينا. وقفت ع الدور شي 40 دقيقة. قررت أمشي وبلا البسبور السوري، وفجأة بيطلعلي شاب أشقر بالسفارة وبيقلي إنت ليش هون؟ إنت لازم تكون جوا مو هون. وعمل تلفونات ورتب الموضوع".
الشاب أبلغ الشعار أن "الوزراء السابقين مابيقفوا عالدور" ليرد عليه الأخير: "بالله؟".
ويصف الشعار بعد ذلك تفاصيل تعبئة الاستمارة الخاصة بطلب جواز السفر الـ مستعجَل (800 دولار أميركي). ثم يبدأ –بوصفه وزير اقتصاد سابق- بإجراء عمليات حساب لقيمة الجواز النقدية وتوزيعها على المدة الممنوحة لصلاحيته (سنتان).
وبعد عمليات الضرب والتقسيم، توصّل الشعار إلى حقيقة مفادها أن كل يوم يودّ أن يعيشه الإنسان السوري، بوصفه سورياً ويملك جواز سفر البلاد، قيمته 1،09 دولار أميركي (قرابة 3 آلاف ليرة سورية)، ويعني أن قيمة الشهر تساوي 90 ألف ليرة سورية، "يعني أكتر من راتب أي موظف تحت مرتبة وزير" يعلّق الشعار.
ويمضي قائلاً: "شعرت بالفخر بأني ساهمت.. ولكن، طز بمساهمتي" على حدّ تعبيره، ويستمر: "المصاري شي والكرامة شي تاني، بس سنتين؟ يعني أنا سوري لسنتين؟".
ويختم: "لماذا تصادرون سوريتي؟".
اقرأ أيضاً: تقرير: النظام استخدم جوازات السفر لتمويل حربه ضد السوريين
ويبدو أن الشعار فاتته نقطة بغاية الأهمية، كان قد أشار إليها رئيس النظام وصاحب القنصلية وجواز السفر "بتاع السنتين و800 دولار"، وهي أن "لقب المواطن السوري والجنسية السورية، من حق من يحارب في صف النظام" فقط، بصرف النظر إن كانت أصوله سورية أو إيرانية أو افغانية، أو حتى من قبائل الزولو الأفريقية، وبصرف النظر عن امتلاكه لجواز سفر معجّل أم مؤخّر.
كما فاته أيضاً أن الشاب الذي احتفى به على باب القنصلية ودعاه للدخول، كان بهدف سلبه قيمة الجواز الذي لا تتخطى قيمته قيمة صفحات الدفتر الورقية مع الحبر المستخدم، لا أكثر.