أكد مسؤول أميركي رفيع معني بمكافحة الإرهاب أن الولايات المتحدة مستمرة في تصنيف "هيئة تحرير الشام" منظمة "إرهابية"، وذلك رداً على دعوات كثيرة صدرت أخيراً تطالب بفتح حوار مع هذه المنظمة التي تنشط في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وقالت إنها فكّت ارتباطها بتنظيم "القاعدة".
جاء هذا التصريح للقائم بأعمال المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة"، والقائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، جون غودفري، خلال إيجاز صحفي أول أمس، عقب مؤتمر روما الذي عقده التحالف على مستوى الوزراء، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
ويعتبر تصريح غودفري عن تصنيف "هيئة تحرير الشام" الموقف الأحدث الذي يصدر عن الإدارة الأميركية، بخصوص الدعوات لفتح حوار مع التنظيم الذي يقوده القيادي السابق في تنظيم "القاعدة"، أبو محمد الجولاني.
وكان الجولاني نفسه دعا، في حوار مع محطة "PBS" الأميركية، إلى حوار مع واشنطن، مؤكداً على معارضته "تنظيم الدولة"، وفك ارتباط "هيئة تحرير الشام" بتنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى تأكيده بأن تنظيمة لا يريد استخدام الساحة السورية سوى لمواجهة نظام بشار الأسد.
ولقيت الدعوات للحوار مع "هيئة تحرير الشام" صدى لدى السفير الأميركي السابق، المبعوث الخاص إلى سوريا في إدارة دونالد ترامب، جيمس جيفري، حيث قال في مقابلة مع محطة "PBS"، بثت في نيسان الماضي، إن "منظمة الجولاني شيء نافع لاستراتيجية أميركا في إدلب".
وأوضح أنهم "الخيار الأقل سوءاً بين خيارات متعددة في إدلب، التي تعتبر من أكثر المناطق أهمية في سوريا، كما أنها واحدة من أهم المناطق حالياً في الشرق الأوسط".
وكان زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، ظهر في مقابلة مع الصحفي الأميركي "مارتن سميث" صُورت في شباط المنصرم، وبثتها محطة "PBS"، مطلع حزيران الماضي، كجزء من فيلم وثائقي لموقع "فرونت لاين"، تحت اسم "الجهادي"، ليختبر ظهور الجولاني كقيادي ومتشدد إسلامي، وجهوده لتقديم نفسه كقوة مؤثرة في مستقبل سوريا، على الرغم من تاريخه مع "تنظيم القاعدة" واتهامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وتحدث الجولاني في المقابلة عن تصنيفه وتصنيف الهيئة كجماعة إرهابية في الولايات المتحدة، والموقف من الحوار مع واشنطن والغرب والرسائل التي توجهها الهيئة، وعلاقة جماعته مع تنظيم "القاعدة" و"تنظيم الدولة"، فضلاً عن حياته الشخصية والاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الهيئة في محافظة إدلب.