احتفل اليوم السوريون الكرد بيوم الزي الكردي، في مدينة القامشلي، وقد أقام مكتب المرأة والطفولة التابع للمجلس الوطني الكردي أحد أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريا، حفلاً خاصاً بيوم الزي الكردي وتضمن الحفل عروضا للأزياء الفلكلورية الكردية إضافة لتنظيم حفل راقص وتمثيلية لعرس وفق التراث الشعبي الكردي.
المدرس عبد الحكيم محمد مدرس اللغة الفرنسية من بلدة القحطانية قال لـ موقع تلفزيون سوريا "في العاشر من آذار في كل عام يأتي يوم الزي الكردي، هذا اليوم معروف في إقليم كردستان العراق حيث يحتفل الأهالي بهذا اليوم ويلبس الجميع اللباس الفلكلوري الكردي، وللرجال عدة أنواع من اللباس التراثي المعروف منها الشال والشاب، ولباس النساء يسمى كراس وخفتان وله أيضا أنواع كثيرة، أما في سوريا لا تمارس هذه الطقوس إلا منذ سنوات قليلة، لكن ليس هناك التزام به، وهو فلكلوري بحت نمارس فيه حقنا كرد، نمارس فيه طقوسنا وعاداتنا الكردية الأصيلة، الشاب الكردي انخرط بين شعوب العالم وتغير لباسه، كبار السن يلتزمون بها التراث، أما الشبان تخلوا عن هذا اللباس، لذلك في جنوب كردستان، حولوا 10 آذار ليوم يلبسون فيه الزي الكردي، يذهبون بهذا اللباس إلى جميع الدوائر الحكومية والوظائف به".
ومن المتعارف عليه أنه لابد لكل امرأة أو فتاة كردية أن تمتلك زياً واحداً على الأقل، إضافة للشباب والرجال أيضاً، نظراً لكون الزي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقومية الكردية والأعياد والمناسبات الخاصة ومنها عيد نيروز الذي يصادف في يوم 21 آذار الذي يمثل بداية السنة الكردية. ولهذا الزّي ألوانه الزاهية التي تميزه عن باقي الأزياء التراثية والشعبية في سوريا.
اقرأ أيضاً.. انقسام الذاكرة الكُردية في سوريا
وزي الرجال يتكون في العادة من سراويل فضفاضة يطلق عليها تسمية "شروال" تعلوه سترة من اللون والقماش ذاته، أما الحزام فهو قماش عريض خفيف بلون مختلف عليه "زركشات".
أما الزي النسائي، في العادة فيتكون من ثوب طويل يصل لقدمي المرأة، أيضا أكمامه طويلة ذيول طويلة تسمى باللغة الكردية "فقيانة"، يخاط هذا الثوم من قماش شفاف جدا في أغلب الأحيان وتتخلله الخيوط الحريرية ناعمة الملمس، مطرز بأنواع مختلفة من المنمنمات وغيرها من الأشياء المستخدمة في زينة الملابس، وترتدي المرأة الكردية تحت هذه الدشداشة العريضة قميصا داخليا رقيقا وحريري.
وبالنسبة للجزء العلوي من الزي النسائي، هناك سترة قصيرة جداً بلا أكمام لا يزيد طولها على 25 سنتيمترا تخاط في الغالب من نوع خاص من الأقمشة ويضاف لها تطريزات ومنمنمات للزينة تضفي ألانا ولمعانا إضافيا على الثوب، وفي الشتاء يستعاض عن هذه السترة بواحدة طويلة إلى أسفل الكعبين وذات أكمام أطول، ويتم تنسيق الألوان بحسب الذوق العام، بدقة بما يتناسب مع الدشداشة والقميص الداخلي والسراويل الطويلة والأكمام أيضا.
ومن مكملات الزي النسائي الحلي الذهبية التي تضعها بعض النساء من ذوات الثروة، كحزام الخصر الذهبي، إضافة لارتداء قبعات مطوقة بقطع نقدية ذهبية، لإظهار الثراء والمكانة الاجتماعية ولفت النظر، مع سلسلة من الذهب ترتديها النساء بطريقة الوشاح، الذي يرتديه القضاة في المحاكم وتحمل معها قطعا أسطوانية مجوفة من الذهب تفصلها قطع من الجنيهات الذهبية من عيار 24 قيراط، أما النساء الأقل ثراء فيستعضن عن الحلي الذهبية، بإكسسوارات متوفرة، شبيهة بتلك الذهبية.
وكان الهدف من هذه الاحتفالية التي أقيمت اليوم في مدينة القامشلي، بيان كيف أن اللغة والزي الكردي يعكسان الهوية الكردية بهذه الاحتفالية، نعمل على تشجيع الجيل الصاعد للتعرف على زيه القومي الفولكلوري وارتدائه لكي لا يندثر.
اقرأ أيضاً.. نوروز عيد الحرية والخصب.. تعرّف على قصته
أما جيان محمد من مدينة القامشلي قالت في حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا "اليوم ارتدينا الزي الكردي احتفالا بيوم الزي الكردي. هذا اللباس خاص بالمنطقة الغربية (عامودا) وهو يتألف من الكوفية والهبري (وشاح الرأس) وبيشمالك (مريول) والفستان والقفطان يختلف الزي بحسب العمر وبحسب فصول السنة، حيث في الصيف والربيع تلبس الألوان الزاهية والقطنية وفي الشتاء تلبس الأقمشة السميكة (قديفة قماش مخمل مزركش بالنقوش). كبار السن يلبسون الزي الكردي على مدار السنة أما الفئة الأصغر عمراً فيلبسون الزي الكردي في المناسبات والأعياد القومية".
الزي الكردي يضفي للوحة ومشهد الفسيفساء السوريّة ألوانه الزاخرة بالألوان والحياة، والزي الذي كان على مدار عقود من استبداد النظام حبيس الغرف المغلقة وكان كفيلا بإيصال مقتنية إلى المعتقل الآن يتنفس من نسائم الحرية التي هبت مع ثورة السوريين في 2011.