(الشام رجعت.. توقفت المعونة).. بهذه الكلمات اختصر فريق الهلال الأحمر فرع القرداحة الحديث للمواطنين المنتظرين لساعات طويلة (كرتونة) الإعانة الغذائية، لم يستوعب المواطنون ما معنى (الشام رجعت) وباتوا مذهولين مما سمعوه من إحدى موظفات الهلال الأحمر دون نقاش أو شرح سبب حرمانهم من الإعانة.
رفض فرع الهلال الأحمر تسليم الإعانة الغذائية للمهجرين من دمشق بذريعة أن دمشق أصبحت مدينة آمنة ولم تعد فيها مظاهر مسلحة ـأو تهجير، لذلك لا يستحق المهجرون من دمشق المعونة الغذائية.
وتساءل "محمد" أحد المهجرين من ريف دمشق منذ بداية الحرب ويسكن في ريف القرداحة: "كيف الشام رجعت وبيوتنا ما رجعت.. ما رجعتلنا دولة الأسد غير الدمار "، مضيفا أن "المعونات الغذائية هي من حق جميع الأسر السورية دون تمييز وخصوصا أننا بأمس الحاجة لها في ظل الارتفاعات المتكررة يوميا بأسعار الزيت والأرز وغيره من مواد غذائية".
وأما سلمى وهي أم لثلاثة أطفال مهجرة من دمشق وتسكن بمنطقة كلماخو إحدى أرياف القرداحة قالت لموقع تلفزيون سوريا : "لقد جئت من ريف القرداحة واستغرق الطريق معي ساعتين تقريبا للوصول إلى هنا بسبب قلة المواصلات من أجل الحصول على الإعانة الغذائية فتفاجأت عندما قالت لي الموظفة لم يعد لك مستحقات فالشام رجعت والمعونة فقط للمهجرين من المناطق الساخنة دون تفسير أو توضيح لهذا القرار وكأنها رجل آلي أمامي، كلما طلبت منها توضيحات تكون الإجابة واحدة (الشام رجعت) دون احترام وبنظرة ذل وإهانة وانتهى الحديث بيننا بمشادة كلامية".
وأشارت سلمى إلى أنه بعد منعهم من تسلّم مستحقاتهم "سوف نشاهد الأرصفة معبأة بالأرز والزيت والعدس وغيره يباع بأرخص من المحال التجارية بألف أو ألفي ليرة.. أي أنهم يحرموننا من المعونات لتباع مستحقاتنا على الأرصفة".
وعند سؤال أحد موظفي الهلال الأحمر "طلب عدم ذكر اسمه" عن سبب منعهم تسليم المعونة لمهجري دمشق قال: "إننا نود تسليم جميع الأسر السورية المحتاجة ولكن المستحقات بمستودعاتنا انخفضت أكثر من النصف بسبب إرسالها إلى الجيش الروسي لإعانته في حربه ضد أوكرانيا، وأضاف "لم يعد لدينا ما يكفي لجميع المهجرين لذلك اختصرناها من كمية المعونة واختصرنا من المسجلين وخصصنا الدعم للمرضى المعاقين حصرا وجرحى الجيش".
وفي آذار الفائت أرسلت حكومة النظام السوري إلى الانفصاليين في إقليم لوغانسك مساعدات إنسانية عبر وزارة الطوارئ الروسية التي أعلنت استلام شحنة إنسانية من سوريا وتوزيعها على السكان بحسب قناة "زفيدا".
وأفاد مركز لوغانسك للمعلومات، في بيان أنه "في الـ 13 من آذار وصلت إلى عاصمة الجمهورية سيارات قافلة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية تحمل مساعدات إنسانية من الجمهورية العربية السورية".
عامر مهجر من مدينة حلب وأب لأربعة أولاد، قال لموقع تلفزيون سوريا: :"لقد وصلتني رسالة على هاتفي لمراجعة فرع الهلال الأحمر في القرداحة وعند وصول دوري بعد انتظار ساعات طويلة أخبرني الموظف أن مستحقاتي توقفت على القرار الجديد، وهو من لديه أقل من 5 أولاد لا يستحق المعونة وكأنهم يقولون لنا موتوا جوعا".
وأشار إلى أن هذا القرار ظالم ومجحف بحق المهجرين خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار وفقدان السلع الغذائية والتموينية من السوق.
الجدير بالذكر أن فرع الهلال الأحمر ـ القرداحة أوقف التوزيع في العام الماضي وقام الموظفون بجولات على الأسر في ريف اللاذقية، وبعدها استبعدوا مئات من الأسر المهجرة من الإعانة الغذائية.