يتعرض مجرى نهر الفرات عند قرية "حَمّار الكسرة" في ريف دير الزور الغربي، للتلوّث الشديد من جراء مخلّفات أحد آبار النفط التي تصبّ عند ضفة النهر الملاصقة للقرية.
وأفادت مصادر محلية لتلفزيون سوريا، أن جميع مخلفات بئر "الرشيد" النفطي، الواقع في منطقة "الحوايج النهرية" ويبعد عن مجرى النهر نحو 500 متر، تصبّ في مياه الفرات مباشرة عبر خراطيم تم تمديدها لهذا الغرض.
وتذكر المصادر أن أهالي قرية "حَمّار الكشرة" قدموا شكوى للمجلس المدني التابع لـ "الإدارة الذاتية" ذكروا فيها أن تلوّث مياه النهر بمخلفات البئر، تسبب بحالات تسمّم بين الأهالي الذين يعتمدون على النهر في مياه الشرب وسقاية المزروعات، بالإضافة إلى خشيتهم من انتشار أمراض خطيرة لما تحتويه المخلفات من مواد كيماوية مشعّة.
اقرأ أيضا: واشنطن تدافع عن اتفاقية نفطية وقعتها شركة أميركية مع "قسد"
اقرأ أيضا: صحيفة تكشف عن مُلاك شركة النفط الأميركية المتعاقدة مع "قسد"
وعلى إثر الشكوى المقدّمة من الأهالي، أجبر المجلس متعهد البئر (المُستأجِر) على إزالة الخراطيم والتوقف عن رمي المخلفات السائلة في مجرى النهر.
وبعد انقضاء أيام قليلة على إزالة المتعهد للخراطيم، بحسب المصادر، فوجئ بعض أبناء القرية بوجود بقعة ملوثة عند ضفة النهر، تبعد مسافة قريبة عن المكان السابق، ليكتشفوا أن الخراطيم قد حوّلت من مكانها القديم وتم إخفاءها بين الأعشاب كي لا يلاحظها الأهالي.
و"بئر الرشيد" النفطي هو واحد من الآبار ذات الإنتاج البسيط، وكان يتبع قبل اندلاع الثورة السورية، لإدارة "الشركة السورية للنفط"، ثم استولى عليه بعض أبناء المنطقة عقب انتزاع السيطرة عليها من نظام الأسد.
ومؤخراً صار يتبع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" التي قامت بتسليمه لمتعهّد خاص مقابل اقتطاع نسبة معينة من إنتاج البئر من النفط. ونظراً لإنتاجه البسيط نسبياً، فغالباً ما يتم بيع النفط المستخرج من بئر الرشيد لقرى المنطقة ولبعض التجار الذين يهربونه عبر صهاريج في أغلب الأحيان إلى مناطق سيطرة النظام.