بثت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، الثلاثاء، فيديو استهداف الكلية الحربية بحمص في 5 تشرين الأول الماضي، وعمدت إلى حذف لحظة التفجير.
وقالت الوزارة إن الفيديو هو فيلم عرض في المؤتمر الصحفي "السوري ـ الروسي" المشترك يوم الثلاثاء، للحديث عن العمليات العسكرية التي نفذت على مدن الشمال السوري "ردا على التفجير".
وتبدأ لقطات الفيلم من حفل تخريج الضباط والعرض العسكري وتفرق الخريجين تجاه ذويهم فور انتهاء الاحتفال، بينما حذفت لحظة التفجير، رغم أن الحفل وثقته الكاميرات من مختلف الزوايا، إضافة إلى وجود عدد من كاميرات الدرون في الساحة والتي ظهرت بشكل واضح في اللقطات المنشورة من الحفل وسمع صوتها بشكل واضح خلال التقديم.
النظام يبرر قتل المدنيين في إدلب
وفي المؤتمر الصحفي "السوري ـ الروسي" الذي عقد أمس برر مدير الإدارة السياسية في جيش النظام السوري، حسن سليمان، الغارات التي شنت بالتنسيق مع القوات الروسية على شمال غربي سوريا خلال الأيام الماضية، بأنها كانت رداً على استهداف الكلية الحربية بحمص في شهر تشرين الأول الماضي، وهي في الحقيقة هجمات أسفرت عن مقتل 66 مدنياً بينهم 23 طفلاً و13 امرأة.
وأضاف سليمان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مركز التنسيق الروسي في دمشق والمنطقة الوسطى اللواء فاديم كوليت، أن الجانبين أطلقا سلسلة من "العمليات النوعية والضربات المركزة" استهدفت "التنظيمات التي ارتكبت الاعتداء على الكلية الحربية بحمص".
وزعم أن الغارات أدت إلى "تدمير جميع المواقع والمقار المستهدفة ومن ضمنها مستودعات الذخيرة والعتاد"، والقضاء على أكثر من 600 عنصر تابعين لـ "هيئة تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني"، وتدمير جميع المواقع والمقار المستهدفة ومن ضمنها مستودعات الذخيرة والعتاد.
وادعى كوليت أن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل 35 قياديا وكذلك تدمير 225 منشأة بما في ذلك 23 نقطة مراقبة وتدمير 9 مقار تدريب للمجموعات المسلحة.
كان شهر تشرين الأوّل الفائت قاسياً على المدنيين في شمال غربي سوريا، إذ ارتكبت فيه روسيا وقوات النظام السوري هجمات ومجازر بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً، ما أدّى إلى مقتل وجرح 336 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال.
ووثّق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مقتل 66 مدنياً بينهم 23 طفلاً و13 امرأة، وإصابة أكثر من 270 آخرين بينهم 79 طفلاً و47 امرأة و3 متطوعين في الدفاع المدني، بغارات وقصف لـ قوات النظام السوري وحليفته روسيا في شمال غربي سوريا، خلال شهر تشرين الأوّل الفائت.
انفجار الكلية الحربية في حمص
وفي 5 تشرين الأول الماضي، تعرضت الكلية الحربية في مدينة حمص، لهجوم مجهول الماهية من قبل جهة مجهولة، ما أسفر عن عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.
وصدّر النظام السوري، منذ اللحظات الأولى للتفجير، رواية مفادها أن طائرات مسيّرة استهدفت الحفل وأن "فصائل إرهابية" هي المسؤولة عن العملية، حتى إن وسائل إعلام تابعة لإيران اتهمت فصيل "الحزب التركستاني" الموجود في إدلب بتنفيذ التفجير عبر طائرة مسيرة طورها بدعم فرنسي.
وأثار هذا الهجوم شكوكاً حول الجهة التي يمكن أن تنفذ عملية كهذه، وبهذا الاختراق لدفاعات النظام العسكرية، ليسارع النظام فور وقوع الهجوم بتوجيه اتهامات لفصائل مسلحة في الشمال السوري بتنفيذه عبر طائرات مسيرة عالية التقنية، ولتثبيت هذه الرواية ظهرت مسيرات مجهولة الهوية في اليوم التالي في سماء حمص.
ونشر موقع تلفزيون سوريا آنذاك تقريراً فنّد فيه رواية النظام وإمكانية أن يكون الانفجار الذي استهدف الكلية ناجماً عن قصف بطائرة مسيرة أطلقت من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غربي سوريا.
وبعد ساعات قليلة من حدوث الانفجار بدأت قوات النظام وروسيا سلسلة استهدافات عنيفة للتجمعات السكنية في شمال غربي سوريا، مخلفة مئات الضحايا وأضراراً كبيرة بالبنية التحتية والمرافق الصحية.