نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي قوله إن النظام السوري ألغى زيارة لوفد لبناني، كانت مقررة إلى دمشق يوم غد الأربعاء، لبحث ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين البلدين.
وأوضح المصدر أن النظام السوري بعث رسالة، أمس الإثنين، إلى وزارة الخارجية اللبنانية قال فيها إن "الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارة".
وأكد مصدر رسمي في الرئاسة اللبنانية، لقناة "الحرة" الأميركية"، أن زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا تأجلت بسبب "ارتباطات مسبقة للجانب السوري".
من جانبها، نقلت قناة "الميادين"، المقرّبة من "حزب الله"، عن مصدر دبلوماسي سوري قوله إن "الجانب اللبناني اقترح موعداً لا يناسب الجانب السوري"، مؤكداً على أنه "لم يتم إلغاء الاجتماع، لكن لم يتم الاتفاق على موعد".
حق التنقيب في سوريا للشركات الروسية
يشار إلى أن نزاعاً بشأن الحدود البحرية بين لبنان وسوريا بدأ العام الماضي، إثر منح النظام السوري ترخيصاً لشركتي طاقة روسية لبدء عمليات تنقيب بحري في منطقة يقول لبنان إنها تابعة له.
وفي 17 آذار 2021، وقعت وزارة البترول والثروة المعدنية في حكومة النظام عقدين مع الشركتين الروسيتين "كابيتال ليميتيد" و"ايست ميد عمريت"، تحصلان بموجبه على حق حصري في التنقيب عن البترول وتنميته في البلوك البحري (1) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا قبالة سواحل طرطوس على الساحل السوري حتى الحدود البحرية الجنوبية السورية اللبنانية، بمساحة 2250 كيلومتراً مربعاً، تتقاطع مع 750 كيلومتراً يعتبرها لبنان ضمن مياهه الاقتصادية.
وأوضحت أن مدة العقد تقسم إلى فترتين، الأولى للاستكشاف ومدتها 48 شهراً تبدأ بتوقيع العقد، ويمكن تمديدها إلى 36 شهراً إضافية، في حين تكون الفترة الثانية للتنمية، وتمتد إلى 25 عاماً قابلة للتمديد لمدة 5 سنوات إضافية.
وفي وقت سابق أمس الإثنين، قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية، إن الرئيس ميشال عون، كلف وفداً رسمياً بالتوجه إلى العاصمة السورية دمشق لبحث ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وقالت رئاسة الجمهورية اللبنانية إن الرئيس عون كلف نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق "لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين الشقيقين".
اتصالات سابقة
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "الأخبار" المقربة من "حزب الله" اللبناني، إن اتصالاً جرى بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، للتفاوض حول ملف ترسيم الحدود البحرية.
وقالت الصحيفة السبت الماضي، إن عون أجرى اتصالاً قبل يومين مع رئيس النظام السوري، وناقش معه العلاقات الثنائية، واتفقا على تشكيل وفود من الوزارات والإدارات الرسمية بين الطرفين، لعقد اجتماعات في بيروت ودمشق من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق.
وأضافت الصحيفة، أن عون وبشار الأسد أكدا أن المباحثات بينهما حول ملف ترسيم الحدود ستتم من دون أي وسيط، وأن ما يتفق عليه الطرفان سيتم توثيقه كمعاهدة بين بلدين.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون موافقة بلاده على مسوَّدة اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، في 13 من تشرين الأول الجاري، وذلك عقب مفاوضات غير مباشرة بينهما بوساطة أميركية، في حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق بـ"التاريخي".