أعلن وزير المياه والري الأردني، محمد النجار، أن النظام السوري رفض طلباً لتزويد بلاده بالمياه، مشيراً إلى أن واقع الأردن المائي "حرج للغاية، وقد نواجه وضعاً لا نُحسد عليه".
وخلال نقاش للجنة الزراعة والمياه والبادية في مجلس النواب الأردني، كشف النجار أنه بعث برسالة إلى وزير الري في حكومة النظام السوري يطلب فيها شراء 30 مليون متر مكعب من المياه، موضحاً أن "الطلب تم رفضه نتيجة الأوضاع المائية في سوريا".
وأوضح الوزير الأردني أن "تضاؤل إمدادات المياه وسط تزايد عدد السكان، مقترناً بتدفق اللاجئين، وانخفاض هطول الأمطار عما كان متوقعاً، بالإضافة إلى عوامل أخرى، أدت إلى خفض نصيب الفرد من المياه في الأردن إلى أقل من عُشر خط الفقر المائي البالغ 1000 متر مكعب للفرد سنوياً".
وأضاف النظار أنه "نتوقع أن يشهد نصيب الفرد من المياه انخفاضاً إضافياً، نتيجة لتغير المناخ وتداعياته إلى جانب عوامل أخرى"، مشيراً إلى أن "الوضع المائي يعتبر حرجاً، وهذا هو أصعب عام بالنسبة لقطاع المياه في الأردن"، وفق ما نقلت وسائل إعلام أردنية.
ولفت وزير المياه الأردني إلى أن "أكبر 14 سداً في الأردن، والتي تبلغ طاقتها الإجمالية 280 مليون متر مكعب، تستحوذ على 25 % فقط من طاقتها"، مضيفاً أن "أحواض المياه الجوفية الـ 12 في البلاد نضبت بسبب الضخ الجائر".
أزمة المياه في الأردن
ونهاية كانون الثاني الماضي، دعا وزير المياه والري الأردني إلى تحديث اتفاقية استثمار نهر اليرموك مع سوريا، مشيراً إلى أن "توجد مقتضيات من وجهة نظر الجانب الأردني بضرورة إعادة تحديث الاتفاقية بما يتلاءم مع التوقعات المحتملة للتغير المناخي، واستضافة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري في الأردن".
وأوضح الوزير الأردني أن معدل المياه الداخلة من نهر اليرموك إلى الجانب الأردني بين عامي 2010 و2019 بلغ نحو 58 مليون متر مكعب سنوياً، مضيفاً أنه "لا توجد إشارة في نصوص الاتفاقية تشير إلى التزام الجانب السوري بكميات محددة اتجاه الأردن"، وفق ما نقلت وكالة "عمون" الأردنية.
وأشار إلى أنه "لا علم لدى وزارة المياه والري بوجود مبررات من الجانب السوري بعدم الالتزام بتزويد الأردن بالمياه"، مبيناً أنه "لا توجد اتفاقيات جديدة مبرمة مع الجانب السوري بشأن تزويد المياه للأردن".
يشار إلى أزمة المياه تعتبر من أكبر أزمات الأردن، ويعتبر من أفقر الدول مائياً في العالم، حيث لا تكفي مصادره المائية لأكثر من مليوني شخص، في حين يبلغ عدد سكانه 11 مليوناً.