تلتقي في محطات عدة الأحزاب المتطرفة سياسياً مع تطرف الأنظمة الديكتاتورية القاتلة، ضمن هذا السياق يتجاهل حزب" البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف العزلة الدولية المفروضة على النظام السوري، الذي يحاول ترويج نظريته عن المؤامرة الكونية، في حين يهدف حزب" البديل" إلى الضغط على اللاجئين السورين في ألمانيا.
زيارة الحزب المتطرف للنظام المعاقَب سياسيا واقتصاديا من المجتمع الدولي، تناولتها وكالة أنباء النظام الرسمية سانا دون أن تشير إلى الانتماء السياسي "للوفد الألماني" كما سمته، في محاولة لإظهار النظام ورئيسه المعزول دوليا في حالة سياسية نشطة، وكأن سمة التطرف السياسي والأيديولوجي تُخجل أكثر من التطرف في دم السوريين.
صحيفة "دي فيلت" الألمانية قالت في تقرير نشرته الثلاثاء، إن وفداً يضم سياسيين فيدراليين (داخل نطاق ولايات البلاد الـ 16) ومحليين من حزب البديل، يزور دمشق حاليا، رغم تحذير وزارة الخارجية الألمانية من القيام بهذه الزيارة.
وذكرت الصحيفة، أن عضو برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا، كريستيان بليكس، نشر عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأعضاء الوفد في دمشق، و بينها صورة له وهو يصافح مفتي النظام بدر الدين حسون بحرارة أمام صورة لبشار الأسد.
ترحيل اللاجئين
وقال بليكس إن المفتي حسون دعا السوريين اللاجئين في ألمانيا للعودة إلى سوريا، وتابع "هل بإمكان المفتي توجيه هذه الدعوة من برلين"، مضيفا "السيدة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل" لماذا لا تدعوه إلى برلين؟".
ويجادل الوفد بأن هذه الزيارة ستعطيه معلومات تكفي لتقييم ما إذا كان بالإمكان تصنيف سوريا بلداً آمناً أم لا، وذلك فيما يتصل بالنقاش الدائر حول ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم.
السياسيون الألمان برروا زيارتهم للنظام السوري في بيان صحفي نقلته "دي فيلت" قالوا فيه إن زيارتهم جاءت للاطلاع على الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وإمكانية إعادة الإعمار.
بينما ذكرت الصحيفة أن سياسيي البديل يريدون بهذه الزيارة أن يقولوا إنه يمكن للاجئين السوريين المقدر أعدادهم بمئات الآلاف في ألمانيا، العودة إلى بلادهم.
وبالإضافة إلى بليكس، يضم الوفد أعضاء البرلمان الألماني "البوندستاغ" عن الحزب، أودو هيميلغارن، وهليارد فايل، ويورغن بول، والسياسيين بالحزب في ولاية شمال الراين ويستفاليا، توماس روكي، وشتيفان كريست.
علاقات قديمة مع الأحزاب المتطرفة
حزب البديل لألمانيا الشعبوي المتطرف طالب مرارا بإعادة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين لبلادهم، في حين ترفض الحكومة الألمانية مطالبهم، وتقول إن سوريا ما تزال تشهد "حربا "تهدد حياة هؤلاء اللاجئين.
وكان وزير الخارجية الأسبق يوشكا فشر قد حذر الناخبين الألمان من منح أصواتهم لحزب البديل الشعبوي المتطرف "ليس كل من ينتخب حزب البديل نازيا، ولكن للأسف فإن هناك الكثير من النازيين في هذا الحزب".
علاقات النظام السوري الطيبة مع الأحزاب اليمينية المتطرفة ليست جديدة ففي عهد الأسد الأب، زار الفرنسي "فريديريك شاتيلون" النظام في دمشق سنة 1994 ، ويرأس "شاتيلون" "مجموعة اتحاد دفاع" وهي منظمة طلابية متطرفة.
ومن المعروف علاقة "شاتيلون" القوية بـ"مارين لوبان" الرئيسة الحالية لحزب "الجبهة الوطنية" وابنة مؤسسها جان ماري لوبان، الذي صرّح منذ فترة قريبة بأنه كان سيشارك من"دون شك" في التعذيب بالجزائر لو طلب منه ذلك إبان الثورة الجزائرية "حرب التحرير".
أما ابنته"ماري لوبان" زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" المتطرفة المعادية للمهاجرين وللاتحاد الأوروبي، فقد قدمت الدعم للنظام وروجت لروايته عن المؤامرة معتبرة أن "الربيع العربي تحول إلى شتاء"، كما تجمع لوبان علاقات جيدة مع موسكو حليفة النظام السوري.
وأغلقت الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الغربية سفاراتها وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، إثر استخدامه القوة العسكرية لإخماد الثورة السورية في آذار 2011 موقعا مئات آلاف الضحايا.
وأصبح بشار الأسد رمزاً لبعض المتطرفين في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر عمليات القمع الدموية التي استهدف من خلالها الثورة السورية، وقالت واشنطن بوست بتقرير في آب الماضي إنه وفي أعمال العنف التي اندلعت خلال مسيرتين إحداهما للبيض "المتطرفين" وأخرى تناهض العنصرية والكراهية في مدينة في تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا ظهرت لافتات تحمل صورة رئيس النظام بشار الأسد مرتديا زيّا عسكريا كاملا .