قال حلف شمال الأطلسي "الناتو" إن قوات الحلف مستعدة للدخول في شمال كوسوفو إذا تعرض الاستقرار في المنطقة للخطر، بعد التوترات الحدودية التي حصلت أمس الأحد بين كوسوفو وصربيا.
وأكد الحلف في بيان بوقت متأخر أمس الأحد، أن التوترات تتصاعد في بلدات شمال كوسوفو مشيراً إلى أن قوة كوسوفو في بريشتينا تراقب الوضع عن كثب، وفق وكالة "رويترز".
وقد تأسست قوة كوسوفو، قوة حفظ السلام التي يقودها الحلف، في عام 1999 بعد أن تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1244، الذي جاء استجابة للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالمنطقة.
وأكد الحلف في البيان أن قوة الناتو تحافظ "على وضع مرئي ورشيق على الأرض"، كما أن قائد القوة على اتصال بجميع الأطراف، بما في ذلك المنظمات الأممية في كوسوفو.
ماذا يجري على الحدود الصربية الكوسوفية؟
أقدمت حكومة كوسوفو على إرجاء تنفيذ قرار يلزم الصرب في شمال البلاد بالتقدم بطلب للحصول على لوحات تراخيص سيارات صادرة عن مؤسسات بريشتينا، بسبب التوتر بين الشرطة والمجتمعات المحلية التي أقامت حواجز على الطرق.
وأوقف المتظاهرون في وقت متأخر، من يوم الأحد، شاحنات ممتلئة بالحصى وآليات ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبري يارينجي وبرنجاك الحدوديين في منطقة يشكل الصرب أغلبية فيها. وقالت شرطة كوسوفو إنها اضطرت لإغلاق المعبرين، بحسب الوكالة.
وقالت حكومة رئيس الوزراء ألبين كورتي إنها ستمنح الصرب فترة انتقالية مدتها 60 يوماً للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو، بعد عام من التخلي عن محاولة فرضها بسبب احتجاجات مماثلة.
وقررت حكومة كوسوفو أنه اعتباراً من الأول من آب أيضاً يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.
وتطبق سلطات بلغراد نفس الأمر على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.
لكن في أعقاب التوتر الذي ساد، مساء الأحد، والمشاورات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قالت الحكومة إنها ستؤجل خطتها لمدة شهر على أن تبدأ في التنفيذ في الأول من أيلول 2022.
وفي وقت سابق، قالت الشرطة إن أعيرة نارية أطلقت "باتجاه وحدات الشرطة لكن لحسن الحظ لم يصب أحد".
وأضافت أن المتظاهرين الغاضبين اعتدوا بالضرب على العديد من الألبان الذين كانوا يمرون على الطرق التي أغلقت وإن بعض السيارات تعرضت للهجوم.
ودوت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية لأكثر من ثلاث ساعات في بلدة ميتروفيتشا الشمالية الصغيرة التي يشكل الصرب أغلب سكانها.
تهدئة صربية
من جانبه، أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، في وقت متأخر الأحد، أهمية مواصلة الحوار بين بلاده وكوسوفو وبدء حل المشكلات "سلمياً" بينهما.
وقال فوتشيتش، في كلمة إنه "من المهم جداً" مواصلة الحوار وبدء حل المشكلات سلمياً بين صربيا وكوسوفو، مضيفاً "ناشدنا الممثلين الدوليين لفعل كل ما في وسعهم من أجل وقف التوترات على حدود كوسوفو".
وأكّد أن صربيا ستعمل على تهدئة الوضع على حدود كوسوفو "مهما بلغت صعوبته وستنتصر ولن تستسلم".
وفي المقابل، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته "بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها" التي تفرضها سلطات كوسوفو.
ما الدول التي لا تعترف بكوسوفو؟
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
وتعترف أكثر من مئة دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة.
وقبل عام، بعد أن قام الصرب المحليون بإغلاق نفس الطرق بسبب لوحات التراخيص، نشرت حكومة كوسوفو قوات شرطة خاصة وأطلقت بلغراد طائرات مقاتلة بالقرب من الحدود.
وما تزال التوترات شديدة بين البلدين، وتحافظ بعثة حلف "الناتو" التي يبلغ قوامها 3770 جندياً على الأرض على السلام الهش في كوسوفو. وشوهد جنود حفظ السلام الإيطاليون في ميتروفيتشا وما حولها، الأحد.
والتزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر.