أحيت ميليشيات النظام الإيرانية ذكرى عاشوراء في عدد من أحياء حلب الشرقية والغربية، وأرياف حلب، وفي جامع النقطة في حي المشهد، وفي المقار الرئيسية للميليشيات، وأخذت الاحتفالات بالذكرى شكلاً لا مركزياً بعكس الاحتفالات التي نظمتها الميليشيات في السنوات السابقة في حلب، وهذا واحد من التغييرات التي فرضها الوباء كورونا على الميليشيات المنظمة لفعاليات عاشوراء.
وتضمنت الفعاليات إقامة مجالس عزاء ودروساً وخطباً دينية ومجالس لطم. وعلّقت الميليشيات الزينة الخاصة بالذكرى في الحسينيات وفي مقارها العسكرية والإدارية، وفي الأحياء والبلدات التي تنتشر فيها، ووزعت المشروبات على المارة، على وقع الأناشيد الدينية الخاصة بالذكرى، وحضر فعاليات عاشوراء قادة وشخصيات بارزة من "حزب الله اللبناني" و "الحرس الثوري الإيراني" إلى جانب قادة الميليشيات المحلية المنظمين المباشرين للفعاليات وهم قادة "لواء الباقر" و "فيلق المدافعين عن حلب"، وحضر الفعاليات أيضاً، رجال دين إيرانيون وسوريون، ومسؤولون عسكريون وأمنيون من النظام في حلب.
فعاليات عاشوراء المركزية في "نقطة المشهد"
بدأت فعاليات عاشوراء في جامع النقطة في حي المشهد بحلب منذ بداية شهر محرم الهجري، أي قبل نحو أسبوعين لكن المواقع الإعلامية الموالية للميليشيات الإيرانية في حلب لم تسلط الضوء على الفعاليات كما جرت العادة لأنها عملياً لا تراعي الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وبدت فعاليات عاشوراء التي نظمتها الميليشيات في جامع النقطة، الأكبر من ناحية التنظيم والحضور الكبير، وتطلق ميليشيات النظام الإيرانية على جامع النقطة اسم (جامع الإمام الحسين/مشهد النقطة)، وكانت الفعالية من تنظيم "فيلق المدافعين عن حلب" الذي بنى عدداً كبيراً من الخيام السوداء وعلق الرايات الحمراء في محيط الجامع لاستقبال المحتفلين بعاشوراء القادمين من مختلف مناطق انتشار الميليشيات في حلب وما حولها شمالي سوريا، والسوريين الشيعة القادمين من بلدتي نبل والزهراء شمالي حلب. واستقبلت الاحتفالية الزوار من أبناء كفريا والفوعة المهجرين من ريف إدلب، والمقيمين في حي النيرب وعدد من أحياء حلب الشرقية.
وتضمنت فعاليات المشهد دروساً وخطباً دينية وأناشيد خاصة بالذكرى، ووزعت ميليشيا "المدافعين عن حلب" الشراب والمأكولات على الزوار، وجرت العادة أن يحضر الفعاليات قائد "المدافعين عن حلب"، الحاج محسن، وقادة المربعات الأمنية التابعة للفيلق (قادة المربعات الأول والثاني والثالث والرابع في حلب، وقادة مربعات الحاضر والسفيرة وعزان في ريف حلب والضواحي).
وأقيمت مجالس عزاء في مقار وثكنات الفيلق في الوضيحي والحاضر وقاعدة عزان التابعة لـ"الحرس الثوري" جنوبي حلب، حيث تتمركز القيادة المركزية للحرس الثوري لقطاع شمالي سوريا، وأقيمت الفعاليات في الأكاديمية العسكرية غربي المدينة والجديد في طقوس عاشوراء لهذا العام وصولها إلى مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية في منطقة الضواحي والريفين الغربي والجنوبي وشمالي حلب وصولاً إلى منطقة سراقب شرقي إدلب وهي مناطق سيطرت عليها الميليشيات مطلع العام 2020. وبرغم الاهتمام الكبير بالاحتفاء بالذكرى فإن الأعداد التي شاركت في الاحتفالية لم تكن كبيرة ولا يمكن مقارنتها بالأعداد المشاركة في عاشوراء 2019 في جامع المشهد.
ميليشيا "لواء الباقر" تشارك في فعاليات عاشوراء
أقامت قيادة "لواء الباقر" مجلس عزاء عاشورائي في مضافة قائد اللواء، خالد الحسين (الملقّب حاج باقر أبو حسين)، في حي البلورة. وحضر المجلس ممثل اللواء في برلمان النظام، عمر الحسن، ومسؤولون من فروع الأمن في حلب، وقادة الميليشيات، ومعممون وأئمة حسينيات محدثة في عدد من الأحياء الشرقية بحلب. وشاركت العائلات المهجرة من كفريا والفوعة والتي تقيم في الأحياء الشرقية بمجالس العزاء وبفعاليات ذكرى عاشوراء التي نظمها "الباقر" في معقله.
وأحيا "الباقر" عاشوراء في مقاره وثكناته ومعسكرات التدريب في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، وألقى رجال دين الخطب والدروس الدينية، وأقام "الباقر" الولائم التي حضرها قادة الميليشيات وبعض وجهاء عشيرة قبيلة البكارة والقبائل والعشائر العربية المقربة من "الباقر" في حلب، وحشد واسع من عناصره في حلب.
نبل والزهراء
بدت فعاليات ذكرى عاشوراء في بلدتي نبل والزهراء شمالي حلب محدودة بشكل غير مسبوق، وتحول جزء من طقوس مجلس العزاء العاشورائي إلى طقوس الكترونية عبر بث يومي للطقوس في مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت الفعاليات الالكترونية لمجلس العزاء منذ بداية شهر محرم الهجري وما تزال مستمرة حتى الآن. وبدا إقبال أهالي نبل والزهراء على فعاليات ذكرى عاشوراء هذا العام أقل من سابقه بسبب الخوف من عدوى كورونا التي تفشت بشكل مهول في حلب ومدينتي نبل والزهراء .
وشهدت عدد من الحسينيات والمجمعات والجمعيات الدينية الدينية والعسكرية، مثالها، في "حسينية الإمام المرتضى" و "حسينية الإمام الحسن المجتبى" ومسجد الإمام زين العابدين، ومجمع السيدة الزهراء في بلدة الزهراء، وفي مواقع ميليشيا "نبل والزهراء" و "حزب الله" في محيط المنطقة شمالي حلب.
ونظمت الميليشيات موكب (مسيرة عاشوراء) في قلب مدينة نبل؛ وهو موكب احتفالي باسم "موكب الإمام الحسين"، وشارك في الموكب شبان من نبل والزهراء وشبان مهجرون من بلدتي كفريا والفوعة، وقادة من "فيلق المدافعين عن حلب"، ومسؤولون من "حزب الله". ونقلت الميليشيات الزوار إلى مسجد النقطة في حي المشهد في حلب للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى عاشوراء.
وأقام مخيم الرشد في نبل مسابقة للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 17 عاماً بمناسبة عاشوراء، وتضمنت الفعالية توزيع الهدايا على الفائزين، ونظمت عدة جمعيات محلية حملات تبرع لمساعدة الفقراء، بينها حملة (أحيوا ذكرنا) في بلدة الزهراء، تم خلالها جمع كميات من المواد الغذائية والتبرعات المالية التي تم توزيعها على المحتاجين.
فاطميون وباقي الميليشيات
أحيت ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" ذكرى عاشوراء في حلب على نطاق ضيق، في حين شاركت الميليشيا بشكل أوسع في الاحتفالية المركزية في السيدة زينب والمواقع الأخرى التي خصصت للاحتفاء بالذكرى في العاصمة دمشق.
اقتصرت الفعاليات العاشورائية التي أقامتها "فاطميون" في حلب على الدروس الدينية وتوزيع الطعام والشراب على العناصر، وتنظيم اللطميات الخاصة بالذكرى في مواقعها المنتشرة في محيط المدينة الصناعية ومحيط منطقة السجن المركزي شمالي حلب، وفي مواقعها في كليتي المدفعية والتسليح غربي حلب، ومقارها في ريف حلب الجنوبي. وتنتشر تشكيلات "فاطميون" في عدد من المواقع المتقدمة في ريف إدلب الشرقي (سراقب ومعرة النعمان)، وحماة الشمالي (محيط نقطة المراقبة الإيرانية القريبة من معرزاف بريف حماة الشمالي)، ونظمت الميليشيات في مواقعها الجديدة فعاليات عاشوراء التي شارك فيها قادة التشكيلات.
تشتهر "فاطميون" باهتمامها بالمناسبات الدينية الشيعية، وهي من أكثر الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا احتفالاً واحتفاء بهذه المناسبات، وعادة تنظم قيادة اللواء مسابقات دينية لعناصرها في مختلف مقارها ومواقعها، ويتم تنظيم برامج دينية يومية طيلة فترة الاحتفاء بالمناسبات، وتقام أنشطة رياضية وترفيهية للعناصر.
فعاليات ذكرى عاشوراء تنال حصة كبيرة من اهتمام عموم الميليشيات الإيرانية و "قوات الرضوان" التابعة لحزب الله اللبناني، وفي عاشوراء الحالية 2020 شهدت مواقع الميليشيات المحيطة بنقاط المراقبة الإيرانية فعاليات متنوعة إحياء للذكرى شاركت فيها المجموعات المتمركزة في محيط النقاط السبع، 5 في ريف حلب، نقطة نبل في ريف حلب الشمالي، وفي "أكاديمية الأسد العسكرية" غربي حلب. وفي ريف حلب الجنوبي، ونقطة في بلدة الوضيحي ونقطة في بلدة الشغيدلة ونقطة في قرية دلامة. أما في ريف حماة الشمالي فأقيمت النقطة السادسة في معرزاف. والسابعة في بيت جناورو في ريف اللاذقية الشمالي.