التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، لمناقشة التحديات الأمنية وجهود التهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في القدس والضفة، وسط تخوفات إسرائيلية من تصعيد محتمل قبيل شهر رمضان، وذلك بعد يوم من لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وقالت قناة "المملكة" الأردنية الرسمية، إن الملك استقبل غانتس في قصر الحسينية في عمان في إطار الجهود التي يقودها لاحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.
وأضافت أن الملك شدد على أن التهدئة تتطلب احترام حق المسلمين بتأدية شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى المبارك، ومنع الاستفزازات التي تؤدي إلى التصعيد.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التقى بغانتس قبيل لقاء الملك وناقش الاثنان القضايا الاقتصادية والسياسية المتعلقة باحتياجات الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، أعلن عضو كنيست من اليمين الديني المتطرف، إيتمار بن غافير، بأنه يعتزم يوم الخميس المقبل اقتحام الحرم القدسي "للصعود إلى جبل الهيكل، ما يثير مخاوف من تأجيج الأجواء في القدس قبيل رمضان".
ويأتي الاجتماع بعد يوم من لقاء عقده الملك الأردني مع محمود عباس في رام الله، لتهدئة الأجواء في القدس قبيل شهر رمضان، في ظل تخوف إسرائيل من اندلاع تصعيد محتمل مثلما حدث في رمضان العام الماضي.
كما يأتي الاجتماع بعد يوم من ختام الاجتماع السداسي في "قمة النقب" التي جمعت وزراء خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والإمارات والمغرب والبحرين، الذين أعلنوا عن اتفاقهم لتشكيل "منتدى إقليمي دائم" لتعزيز العلاقات بين دولهم.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزير الدفاع الإسرائيلي كان ينوي الانضمام، أمس الإثنين، إلى الاجتماع الذي عقده الملك الأردني مع رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله، بالتزامن مع انعقاد "قمة النقب".
التخوف من تصعيد محتمل في شهر رمضان
تتخوف إسرائيل من حدوث اشتباكات وتجدد التوتر في محيط مسجد الأقصى مع قدوم شهر رمضان.
وفي 10 من آذار/مارس الحالي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عمان والتقى الملك عبد الله وأطلعه على قلق تل أبيب من تصاعد التوتر في القدس.
كما نقل رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، تخوفات تل أبيب من تصعيد فلسطيني محتمل في شهر رمضان إلى مسؤولين أميركيين خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي.
يشار إلى أنه في شهر رمضان من العام الماضي، تحولت الاحتجاجات المؤيدة لسكان الشيخ جراح الفلسطينيين إلى مواجهات مع المستوطنين والشرطة الإسرائيلية وكانت الشرارة وراء اندلاع مواجهات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وتبعت ذلك مواجهات عسكرية دامية استمرت 11 يوماً بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن مقتل 260 فلسطينياً ودمار كبير طال المساكن والبنى التحتية، في حين قتل 13 إسرائيلياً من بينهم جندي بالقذائف التي أمطرت بها حماس المدن والمستوطنات الإسرائيلية.