البث المباشر
تحدث جراح حرب من ويلز عن لحظة مؤثرة جمعته بالملكة الراحلة إليزابيت الثانية، وذلك عندما حاولت أن تهدئ من روعه بعد صدمة أصيب بها، وذلك عبر سماحه له بملاعبة كلابها بعد أيام على وصوله من سوريا.
وخلال السنوات الثلاثين الماضية، عمل ديفيد نوت في أسوأ أماكن النزاعات في العالم مثل أفغانستان وسيراليون والسودان والتشاد وليبيريا والعراق وليبيا وهاييتي وغزة، كما زار أخيراً أوكرانيا ليشارك بخبراته هناك، بما أنه عمل جراحاً استشارياً لدى مشفى رويال مارسدين ومشفى سانت ماري ومشفى تشيلسي ومشفى ويستمنستر بلندن، ولهذا يخصص بضعة أشهر كل سنة للتطوع في مناطق الحرب حيث تظهر أزمات إنسانية كبرى. إذ على مدار تلك العقود، تطوع لدى منظمات مثل أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي كتابه "طبيب الحروب" يسترجع هذا الطبيب ذكرياته، وكيف التقى بالملكة بعد عودته بأسبوع من حلب، وذلك عندما دعته لتناول طعام الغداء في قصر باكنغهام. وكيف سألته عن تجربته في تلك المدينة السورية، فرد عليها نوت بالقول إنه مصدوم، وهنا شعرت الملكة بألمه ولهذا تعاملت معه برعاية وعناية كبيرة.
وعن ذلك كتب: "تمنيت ألا تسألني سؤالاً آخر عن حلب، لأني كنت أعرف أنها إن سألت، فسأفقد السيطرة على نفسي بشكل كامل"، ولكن الملكة نظرت إليه بحيرة ثم وضعت يدها على يده قبل أن تتحدث إلى حاجب أشار إلى علبة فضية كانت موضوعة أمامها.
أخذ الدكتور نوت يراقب الملكة وهي تفتح العلبة والدهشة بادية عليه، خاصة عندما أخرجت منها بسكويتاً مخصصاً للكلاب، ثم قالت له: "إننا نطعم الكلاب الموجودة تحت الطاولة بسكويتاً" ثم أمضت بقية فترة الغداء وهي تتحدث عن كلابها، وفي تلك الأثناء، قامت الملكة برفقة الطبيب بمداعبة الكلاب إلى أن "زال عني القلق والضيق" كما يقول في كتابه.
بعد ذلك علقت الملكة قائلة: "هذا أفضل بكثير من الكلام، أليس كذلك؟"
وبالحديث عن تجربته في برنامج إذاعي على شبكة بي بي سي، ذكر الطبيب نوت بأنه عانى من كرب ما بعد الصدمة من جراء عمله في مناطق الحرب، لكنه ذكر في ذلك البرنامج بأن إنسانية الملكة كانت مذهلة لدرجة "لا تصدق" كما وصفها بأنها كانت "دافئة ورائعة".
المصدر: ويلز أونلاين
