"المفضل بن عمر الجعفي" تحت هذا العنوان صدر حديثاً كتاب الباحث والأكاديمي السوري ماهر أحمد خميس الذي يتناول فيه حياة المفضل ومؤلفاته وفكره، وأثره في نشأة الفكر الباطني في الإسلام.
جزء من الكتاب الصادر عن دار "موزاييك" للدراسات والنشر، كان عبارة عن رسالة لنيل شهادة الماجستير في "العقائد والأديان"، تمت مناقشتها عام 2012 في جامعة أم درمان في السودان وحصلت على درجة امتياز.
ويقسم الكتاب إلى جزأين (مجلدين)؛ يسلط الجزء الأول منه الضوء على شخصية المفضل والكتب المنسوبة إليه بتوسع كبير مع نشر عدد من النصوص المنسوبة إليه أيضاً، وجاء في 315 صفحة من القطع الكبير وحمل عنوان (المفضل بن عمر الجعفي.. حياته ومؤلفاته).
بينما يتناول الجزء الثاني علاقة فكر المفضل بالفكر الباطني الإسلامي وجاء في 275 صفحة من القطع الكبير أيضاً، تحت عنوان (المفضل بن عمر الجعفي.. فكره وأثره في نشأة الفكر الباطني "التأثر والتأثير").
وتعدّ دراسة هذه الشخصية، الأولى من نوعها ولعلها الأسبق. كما ستكون الأولى في سلسلة دراسة الشخصيات الباطنية الإسلامية.
المفضل وجذور الباطنية
يعد المفضل بن عمر الجعفي من الشخصيات الغامضة في تاريخ الفكر الشيعي وخاصة الباطني، حيث اختلف علماء الشيعة الاثني عشرية في توثيقه، ورفعه الفكر الباطني إلى مرتبة "الباب" للأئمة. نشأ المفضل في كنف الفرقة الخطّابية وما سبقها من فرق باطنية وخاصة السبئيّة، في مدينة الكوفة التي كانت منبع الفكر الغنوصي الباطني في العالم الإسلامي، حيث تأثر بجميع الفلسفات والأديان السابقة للإسلام، وتتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق ونسب للمفضل وللصادق العديد من المصنفات والروايات الباطنية.
أسس المفضل الفرقة المفضلية وهي النواة الأولى للفرقة النصيرية. كما نسب له العديد من العقائد الباطنية وتمت دراستها في بحث الماجستير الذي تضمنه جزءٌ من الكتاب، من خلال أربعة محاور: المحور الأول : عقيدة المبدأ والمعاد، والمحور الثاني: عقيدة الألوهية والتجلي، والمحور الثالث: عقيدة انتقال الأرواح والإيمان، والمحور الرابع: عقيدة الإمامة والمهدي، مع مقارنة مع العقائد المنسوبة للفرق الباطنية الكبرى من إسماعيلية ونصيرية ودروز.
وتوصل البحث إلى العديد من النتائج: من تحقيق جميع المصنفات والروايات المنسوبة للمفضل، وبناء قصة حياة المفضل، ومدى تأثر وتأثير الفكر المفضلي في الفرق الباطنية.