ملخص:
- شهدت منطقة شمال غربي سوريا نحو 100 حالة انتحار ومحاولة انتحار منذ بداية 2024، وهو أعلى معدل منذ سبع سنوات.
- النساء والأطفال يمثلون 63% من ضحايا الانتحار، مع استخدام حبوب الغاز بنسبة 53% من الحالات.
- الوضع الاقتصادي وانخفاض الدخل شكل 48% من أسباب الانتحار، تليها الخلافات العائلية بنسبة 32%.
- فريق "منسقو استجابة سوريا" يوصي بدعم الفئات المهمشة وزيادة التوعية ومكافحة المخدرات.
- منظمة أطباء بلا حدود أكدت وجود أزمة نفسية حادة بين 4 ملايين شخص بسبب العنف وتدهور المعيشة، مع نقص التمويل للقطاع النفسي.
سجلت منطقة شمال غربي سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الانتحار ومحاولات الانتحار منذ مطلع عام 2024، وفقاً لتقرير صادر عن "فريق منسقو استجابة سوريا".
وأوضح التقرير أن المنطقة شهدت حتى الخامس من تشرين الثاني الجاري أكثر من 97 حالة انتحار ومحاولة انتحار، وهي النسبة الأعلى منذ سبع سنوات، مع بقاء 41 حالة أخرى قيد التحقق، يُرجح أن تكون 85% منها ضمن حالات الانتحار.
بلغت حالات الانتحار المؤكدة 63، في حين وصل عدد محاولات الانتحار إلى 34. تركزت الفئات العمرية للضحايا بين النساء بنسبة 32%، والأطفال 31%، والرجال 37%.
أما طرق الانتحار، فكانت حبوب الغاز مسؤولة عن 53% من الحالات، يليها الشنق بنسبة 14%، والأسلحة النارية بنسبة 11%، وطرق أخرى بنسبة 22%.
أسباب تصاعد حالات الانتحار شمالي سوريا
أشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أن الأسباب الرئيسية للانتحار تتعلق بالوضع الاقتصادي وانخفاض مصادر الدخل بنسبة 48%، بينما شكلت الخلافات العائلية والمشاكل الفردية نسبة 32%.
كما أظهرت الإحصاءات أن الأمراض النفسية والأمراض العامة ساهمت بنسبة 3%، في حين كان لتعاطي المخدرات تأثير مباشر على 7% من الحالات، وتضمنت الأسباب الأخرى عوامل بنسبة 10%.
أوصى الفريق بزيادة الدعم للفئات المهمشة وتحسين الوضع الاقتصادي للمدنيين، إضافة إلى تكثيف جهود التوعية لمكافحة الميول الانتحارية، وحث السلطات المحلية على مواجهة انتشار المخدرات للحد من آثارها السلبية بعيدة المدى.
ودعا أيضاً المنظمات الإنسانية إلى تأسيس مراكز توعية لمساعدة الأفراد المحتاجين، كما شدد على أهمية الدعم النفسي للأطفال في المدارس والحد من عمالة الأطفال، والتركيز على حملات التوعية والآثار السلبية للانتحار المترتبة على العائلة والمجتمع.
4 ملايين شخص يعانون من أزمات نفسية
أكدت منظمة أطباء بلا حدود تفاقم أزمة الصحة النفسية في منطقة شمال غربي سوريا، حيث يعاني أكثر من 4 ملايين شخص من ظروف مزرية، بمن فيهم 3.5 ملايين نازح داخلياً.
تتنوع المشكلات النفسية في المنطقة بين اضطرابات ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، نتيجة العنف المستمر، وفقدان الأحباء، وتدهور الأوضاع المعيشية.
وأشارت المنظمة في تقرير الشهر الفائت إلى أن قطاع الصحة النفسية يعاني من نقص حاد في التمويل، حيث تم تمويل 26% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية حتى تشرين الأول 2024.
تفاقمت التحديات النفسية بشكل أكبر إثر الزلازل التي ضربت شمال غربي سوريا في عامي 2023 و2024، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق، بحسب المنظمة.