كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن صفقات سلاح بين إيران ورسيا على هامش الحرب الأوكرانية، تحصل بموجبها إيران على غنائم حربية من العتاد العسكري الغربي من روسيا مقابل تقديمها المسيرات للروس.
وأضافت الصحيفة أن الروس دفعوا للإيرانيين 140 مليون يورو، في آب/أغسطس الماضي، إضافة إلى شحنة من الأسلحة الغربية التي غنمها الجيش الروسي في أوكرانيا، لقاء حصولهم على المسيرات القتالية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى تطور التحالف العسكري بين موسكو وطهران، إلى مستوى عال في أوكرانيا، لافتةً إلى أن العلاقة بدأت في سوريا قبل سبع سنوات.
بحسب "الغارديان" كانت هذه هي المرة الأولى التي تسهم فيها إيران بالجهود الحربية الروسية في أوروبا.
ويأتي التدخل الإيراني لصالح لروسيا في أوكرانيا كنوع من "رد الجميل" للتدخل الروسي في سوريا، والذي كان بطلب مباشر من قاسم سليماني، في عام 2015.
لماذا تطلب إيران الأسلحة الغربية من روسيا؟
تحاول إيران الحصول على العتاد الغربي للتعرف على سر تصنيع أسلحة خصومها إما لتقليدها أو لتطوير مضادات لها.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن للإيرانيين تجارب سابقة في "الهندسة العسكية" في مجال التصنيع العسكري، عندما حصلوا على حطام صواريخ وطائرات مسيرة أميركية وإسرائيلية سقطت على أراضيهم أو في سوريا.
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة، إن المسيرة الإيرانية "شاهد 171" طورتها طهران بناءً على الهندسة العكسية من المسيرة الأميركية "RQ-170"، التي سقطت في الأراضي الإيرانية في نهاية عام 2011.
وكذلك المسيرة الإيرانية "شاهد 129" تشبه إلى حد بعيد المسيرة الإسرائيلية من طراز "هرمز 450"، كما أن هناك تطابقاً كبيراً بين الصواريخ الإيرانية مع صواريخ "سبايك" الإسرائيلية، وفقاً لتقرير القناة الإسرائيلية.
وتشير التقديرات إلى أن الإيرانيين قاموا بهندسة عكسية على صواريخ إسرائيلية بعد العثور على عدد منها لم ينفجر في الأراضي السورية.
كما يأتي اهتمام إيران للحصول على الأسلحة الغربية، لاسيما أن هذه الأسلحة كبدت الجيش الروسي خسائر في أوكرانيا.
صفقات مشبوهة
أفادت تقارير من إسرائيل، التي تراقب عن كثب وقلق تطور العلاقة بين الروس والإيرانيين، أن موسكو نقلت إلى طهران طائرة مسيرة غربية احتجزتها في أوكرانيا مقابل تزويدها بطائرات مسيرة.
وفي 20 آب/أغسطس الماضي، أرسل الروس إلى إيران سراً صواريخ مضادة للطائرات من طراز "جافلين" الأميركية ومن طراز "NLAW" البريطانية، ووصلت الصواريخ وكذلك الأموال على متن طائرة شحن "اليوشن إيل 76".
وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو المتداولة جنوداً روس يحملون صواريخ وأسلحة قتالية غربية مقدمة لكييف في ساحات المعارك شرقي أوكرانيا.
لم تحدد التقارير الأميركية أو الإسرائيلية حجم وعدد العتاد الغربي الذي حصلت عليه إيران من حلفائها الروس.
في حين تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يعلمون مسبقاً بأن أسلحة ستقع بيد الروس، إلا أن هذه الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا ليست حديثة ومعظمها في الخدمة منذ سنوات، ومكشوفة لجهات عديدة وللخصوم.