أُعلن اليوم الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، فوز المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بجائزة الإنجاز المخصصة لهيئات ومؤسسات، تقديرًا لإسهاماتها في أعمال الترجمة إلى اللغة العربية
وتعتبر جائزة الإنجاز إحدى الجوائز الرئيسة ضمن جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وهي إحدى الجوائز الدولية المرموقة، ويشرف عليها مجلس أمناء ولجنة تسيير ولجان تحكيم مستقلة.
ويعتبر فوز المركز بهذه الجائزة تقديراً واعترافاً بما حققه من سوية عالية في نقل كتب مهمة من عدة لغات إلى اللغة العربية ضمن رؤية متكاملة لعملية الترجمة المحترفة التي تبدأ باختيار نصوص مهمة ذات فائدة للباحثين والأساتذة والطلبة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتخضع الكتب المترجمة للتحكيم ومراجعة الترجمة والتحرير العلمي على أيدي مختصين، حتى تكون على مستوى عالٍ من الجودة والدقة.
لقد وضع المركز منذ تأسيسه برنامجاً عربياً للترجمة يمثّل استمراراً للجهود العربية المختلفة التي سبقته، ومستفيدًا من تجاربها الناجحة والمتعثرة ومستهدفاً نصوصاً ذات فائدة وجدوى للمختصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية والمهتمين بها.
ومأسس برنامج ترجمة الكتب - ترجمان في عام 2012 في وحدة. وهدف من إطلاق هذا البرنامج إلى إنتاج ترجمة نوعية على مستوى الجودة، عبر ترجمة الكتب الأكاديمية المعاصرة والكلاسيكية المرجعية في اللغات الأجنبية. وربط المركز برنامجه في ترجمة الكتب برؤيته النهضوية العربية الجديدة المحددة لسائر فعالياته، وتحديداً بالنهوض بالبحث العربي في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتوفير مصادر أساسية للجامعيين والباحثين والطلبة، ولا سيما طلبة وباحثي ما بعد المراحل الجامعية الأولى، عن طريق الترجمة الأمينة والموثوق بها والمأذونة للأعمال والمؤلفات الأجنبية على تنوع لغاتها (ومنها الإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، والتركية، والفارسية) الجديدة، أو ذات القيمة المتجددة في مجالات الدراسات الإنسانية والاجتماعية عامة، وفي العلوم الاجتماعية والإدارية والسياسية والثقافية بصورة خاصة.
ولقد ترجم المركز العربي ما يزيد على 120 كتابًا خلال السنوات الثماني الماضية، ومن هذه الكتب عدد كبير، يُعدّ من أمهات الكتب في العلوم الاجتماعية والإنسانية. ومن المتوقع أن يصل عدد الكتب المترجمة في نهاية عام 2021 إلى أكثر من 150 كتابًا مترجمًا.
وإذ يَعتبر المركز مَنْحه جائزة الإنجاز تقديرًا لمساهمته في نقل المعارف إلى اللغة العربية، فإنّ فوزه بهذه الجائزة التي سيخصص قيمتها لترجمة المزيد من النصوص إلى اللغة العربية ورفد المكتبة العربية بكتب مهمة، وضمن معايير الجودة العالية، فهي حافز له للاستمرار في عملية نقل المعارف وتوطينها، عبر ترجمة الكتب المهمة في العلوم الاجتماعية والإنسانية من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية.
ومن الجدير بالذكر أنّ عدة كتب عكف المركز على ترجمتها ومراجعتها وتحريرها بسوية عالية، قد حصدت جوائز تقديرية، وكان آخرها كتاب "الزيدية في إيران" الذي أصدره المركز في عام 2020 ضمن سلسلة "ترجمان"، قد فاز بالمرتبة الأولى ضمن فئة الترجمة من الفارسية إلى العربية في هذه الدورة السادسة (2020)، وهو ترجمة مصطفى أحمد البكور العربية لكتاب محمد كاظم رحمتي بالفارسية "زيديه در ايران". كما حصدت كتب المركز عدة جوائز في دوراتٍ سابقة، فقد فاز كتاب "العلم في تجلٍّ: مفهوم العلم في الإسلام في القرون الوسطى" للمفكر الأميركي فرانز روزنتال ضمن فئة الترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وقد قام بتعريبه يحيى القعقاع وإخلاص القنانوة، كما فاز كتاب "فلسفة اللامساواة: رسائل إلى قادة الثورة الروسية"، للفيلسوف الروسي نيكولاي بردياييف، ضمن فئة الترجمة من الروسية إلى العـربية، وقد قام بتعريبه بسام مقداد في الدورة الخامسة (2019) من جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي. وكتاب "فلسفة التنوير" لأرنست كاسيرر الذي قام بتعريبه إبراهيم أبو هشهش في الدورة الرابعة (2018). كما فاز كتاب "زمن المذلولين: باثولوجيا العلاقات الدولية"، للكاتب الفرنسي برتران بديع، والذي ترجمه من الفرنسية إلى العربية جان ماجد جبور في الدورة الثالثة (2017) لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.
إن جائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي التي تأسست في قطر عام 2015 تهدف إلى تكريم المترجمين والهيئات والمؤسسات القائمة على الترجمة تقديرًا لدورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.