نظم المركز العربي للدراسات وبحوث السياسات، فرع باريس، ندوة حوارية عبر تطبيق زوم بعنوان "الشعبوية في أوروبا والعالم العربي: مقاربات مقارنة"، بمشاركة الدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والباحث في مركز الدراسات والأبحاث الدولية برتراند بادي وعالم السياسة الفرنسي بيير روزانفالون.
وركزت الندوة على تعريف مصطلح الشعبوية، وتحديد المشترك بين الحركات الشعبوية في أوروبا والعالم العربي، والإجابة عن سؤال هل الشعبوية إيديولوجية؟
وقال "بشارة" إن الشعبوية كمصطح تستخدم لوصف ظواهر مختلفة، وتابع "لابد من عامل مشترك نطلقه على تيارات وحركات سياسية الشعبوية لا تصف فقط أوضاعاً اجتماعية مختلفة أدت إلى ظهور الشعبوية"، وشدد على أن الشعبوية خطر عندما تنتقد المؤسسات "بوصفها مؤسسات"، وليس السياسة.
اقرأ أيضا: عزمي بشارة.. الشعبوية وأزمة الديمقراطيات الليبرالية المعاصرة
وبرأي "بشارة" فإنَّ الشعبوية في العالم العربي تختلف عن الشعبوية والعوامل التي أدت إليها في فرنسا على سبيل المثال، وأشار إلى أن الأيديولوجيا عامل ضامر في الشعبوية، والمشترك هو في الإستراتيجيات والأساليب، والنخب التي تتبنى الشعبوية وليست هناك شعب شعبوي بل نخب شعبوية، وهذا هو تناقض الشعبوية، التي تمثلها تيارات وحركات وأحزاب سياسية ونخب.
وأضاف بشارة أن الديمقراطية الليبرالية بأزمة دائمة تتجلى في الصراع بين المساواة الأخلاقية بين الأفراد واحترام حريات الآخرين وهو ما أدى إلى تطور الديمقراطية الليبرالية.. التجربة الديمقراطية استفادت من الشعبوية لإصلاح الديمقراطية بين الحربين ودولة الرفاه.
"الحركات الشعبوية الآن ستدفع الديمقراطية إلى تطوير ذاتها، وهي قادرة على احتواء عناصر شعبوية وتهميش أخرى وهو ناجم عن أزمة الشعبوية التي ستدفع إلى تعزيز عنصر المواطنة وليس الإثنية".
وتابع "في الديمقراطيات الحديثة مثل تونس هناك انتقال سريع من الديمقراطية إلى الليبرالية، من السلطوية إلى الليبرالية هنا الشعبوية خطرة لأنها ستنقلب ضد البرلمان وضد الصحافة وضد السياسة، الشعبوية خطرة وتهدد ديمقراطيات هشة لم تتجذر فيها الحريات والحقوق الفردية والليبرالية ونشأ فيها ساسة يستغلون الأزمة الاقتصادية للتحريض على المؤسسات الديمقراطية".
اقرأ أيضا: نقد نظريات التحول الديمقراطي عند عزمي بشارة
وأوضح "بشارة" أنه في العالم العربي من الصعب التمييز بين حركات معارضة شعبوية ولا شعبوية، حيث أن غالبية الحركات المعارضة تستخدم الخطاب الشعبوي في رفضها للنظام سواء كانت ماركسية أم قومية أم غيرها. الشعبوية خطيرة عندما تتحدث أقلية باسم الشعب في ديمقراطيات شابة هشة.
وأشار إلى عوامل وظروف تشكل الأساس الاجتماعي للشعبوية ورفضها وانتقادها للمؤسسات الديمقراطية واعتبارها المسؤولة عن الأزمات، مثل إحياء فكرة الشعب الإثني وليس المواطنة أي "أثننة الشعب" ضد الآخر وأزمة المهاجرين، حيث أحيا الشعبوية في أوروبا رجال أعمال فاسدون من أمثال برلسكوني وصولاً لترامب في أميركا وهم صنعوا ثرواتهم خارج السياسة لذلك لاقوا قبولاً شعبياً.