قالت "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، التابعة لحكومة النظام، في مدينة حماة، إن "الألبان والأجبان من أكثر المواد الغذائية التي تتعرض للغش، إما بزيادة نسبة الملح أو عبر استخدام الحليب المجفف والنشاء بالتصنيع".
وذكر مدير التجارة الداخلية، زياد كوسا، أن "الدوريات ضبطت منذ بداية العام العديد من الورشات والمعامل التي تغش هذه المواد، واتخذت بحقها الإجراءات القانونية في حينها، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن".
وأضاف كوسا إلى أن مديريته نظّمت نحو 70 ضبطاً بحق المخالفين منذ مطلع العام، مشيراً إلى أن "المعامل العريقة والمرخصة تحافظ على سمعتها من حيث جودة الإنتاج ونوعيته، لكن أسعارها مرتفعة".
وأفاد عدد من المنتجين في قطاع الأجبان والألبان أن أسعار المنتجات الحيوانية باتت مرتفعة جداً، بسبب ارتفاع أسعار الحليب وتذبذبها كل يوم تقريباً، إضافة إلى أسعار المواد الداخلة بالإنتاج، فضلاً عن أجور اليد العاملة وتكاليف النقل.
وأفاد أحد المنتجين أن "سعر كيلو الحليب من أرض إنتاجه يتراوح بين 900 – 1000 ليرة سورية، وحوامل الطاقة تصاعدية، وكل شيء زاد عن سعره وتكلفته أضعافاً مضاعفة، وهي غير مستقرة، وذلك بعد رفع سعر البنزين والمازوت الصناعي".
وعلى الرغم من أن مدينة حماة تعتبر مهد إنتاج وصناعة الألبان والأجبان، إلا أن هذه المواد ابتعدت عن مواد العائلات، وخلت منها بيوتهم.
وأكد أحد المواطنين في مدينة حماة أنهم في العام الماضي كانوا يشترون الأجبان بالكيلو، أما هذا العام فأصبحوا يشترونها بـ "القرص"، كما أنهم أقلعوا عن شراء لبن الغنم بشكل نهائي، موضحاً أنهم "في القريب العاجل سيمتنعون عن شراء حتى لبن البقر، لأن الأسعار إلى صعود دائم".
وأوضح عدد من الباعة في أسواق حماة وسلمية ومصياف والغاب أن سعر كيلو لبن الغنم يتراوح بين 2200 – 2500 ليرة، ولبن البقر بين 1100 – 1300، وعبوة اللبنة وزن 200 غ بين 1500 – 2000 ليرة، وقالب الزبدة الحيوانية 4000 ليرة، والنباتية بين 2500 – 3000، وكيلو جبن الغنم بين 5300 – 5500 ليرة، في حين يتراوح سعر جبن البقر بين 6300 – 6500 ليرة.
ولفت الباعة إلى أن حركة بيع لبن الغنم ضعيفة، فقلة من المواطنين تطلبه، حيث تسبب ارتفاع سعره بعزوف أغلبية المستهلكين عن شرائه، واستعاضوا عنه بلبن البقر الأرخص.
اقرأ أيضاً: أزمة بنزين خانقة في مناطق النظام وسط تعتيم إعلامي حول الأسباب
يشار إلى أن "برنامج الغذاء العالمي"، التابع للأمم المتحدة، قدّر، نهاية نيسان الماضي، ارتفاع المواد الغذائية بنسبة 107 في المئة خلال عام واحد، من جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتفشي فيروس "كورونا"، الذي فاقم الوضع الاقتصادي سوءاً.
وحذّر البرنامج من أن نحو 2.2 مليون سوري قد ينضمون إلى قائمة السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري.
وأشار إلى أن 9.3 ملايين سوري يعانون أساساً من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وحذر البرنامج في تغريدة له على تويتر من أنه "من دون مساعدة عاجلة، قد ينزلق 2.2 مليون شخص إضافي نحو الجوع والفقر".
ويعاني النظام من أزمة اقتصادية خانقة، حيث انخفضت قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية في الأسابيع القليلة الماضية، مما زاد من الأعباء التي تواجه السوريين في المناطق تحت سيطرة النظام، مثل نقص المواد الأساسية كالخبز والمحروقات، وارتفاع كبير في أسعار المواد التموينية والغذائية الرئيسية.
اقرأ أيضاً: حكومة الأسد: عوائد بالمليارات بعد رفع أسعار الخبز والمحروقات
اقرأ أيضاً: إجراءات النظام تضاعف أزمة السكن وأثرياء الحرب يساهمون معه