أكد أكثر من طبيب في العاصمة دمشق صعود منحنى الإصابات بفيروس كورونا بشكل مخيف وسريع، مشيرين إلى ارتفاع معدل الوفيات بشكل سريع ولافت ومختلف عن الموجات السابقة.
وأشار أحد أطباء الداخلية العامة في دمشق مفضلاً عدم ذكر اسمه، إلى أن المنحنى بدأ بالارتفاع منذ أسبوعين تقريباً، ولا نعلم إن وصلنا للذروة أم لا، لكن عدد الإصابات مخيف ونسبة الإصابات الخطرة إلى المصابين بشكل عام كبيرة، مؤكداً أنه من المؤكد هو وصول المتحور دلتا إلى سوريا وانتشاره بشكل متصاعد وسريع وصادم.
وبدوره، قال طبيب متخصص في الأمراض الصدرية، إن الأعراض التي تأتينا مختلفة نوعاً ما عن الأعراض في الموجات السابقة، فهي متشابهة بشكل كبير مع الإنفلونزا الموسمية ما يجعل المصاب يعتقد أنها إصابة عرضية، لكن سرعان ما تتدهور صحته وينهار، خاصة بعد تناوله لأدوية خاطئة.
المتحور ينتشر بين صغار السن
وأضاف "أكثر من 6 مرضى منذ أسبوعين عاينتهم وتوفوا بمعدل وفاة كل يومين وهذا خطير جداً، أحدهم أصيب سابقاً إصابة خفيفة وموثقة، وهذه المرة أصيب إصابة أخرى أكثر خطورة حتى توفي"، مؤكداً "أن انتشار المرض بين الأطفال كبير ولافت للنظر، لكن حتى الآن لم ألاحظ إصابات خطرة بينهم، بينما عاينت حالات خطرة لشبان".
وحول زيادة الوفيات بالتجلطات بين الشباب، لم يقلل الطبيب من احتمال أن يكون السبب هو الإصابة بمتحور كورونا الجديد، الذي ينتشر بين الأطفال والشباب أكثر من كبار السن على حد تعبيره، مشيراً إلى أن السبب قد يكون تلقي نسبة كبيرة من كبار السن للقاح.
وأكدت مصادر من مشافي المجتهد والمواساة وابن النفيس بدمشق، امتلاء أسرة العناية المشددة بالحالات الحرجة، في حين أكدت فرق تطوعية تعمل بتأمين أسطوانات الأوكسجين تنامي الطلب على الأسطوانات محذرين من أزمة في توفرها.
ولاحظ سكان العاصمة كثافة نشاط سيارات إسعاف الهلال الأحمر وسيارات دفن الموتى، التي كانت مؤشراً سابقاً لانتشار الوفيات بسبب كورونا لعدم وجود إحصائيات أو تصريحات رسمية بحجم الإصابات وخطورتها..
غالبية الإصابات في دمشق
ووصل عدد الإصابات المسجلة يومياً عبر وزارة الصحة إلى حدود الـ70 إصابة بتاريخ 17 الشهر الجاري معظمها في دمشق، وبمقاطعة هذا الرقم بالموجات السابقة، فقد يكون المنحنى اقترب من الذروة، حيث سجلت سوريا نحو 100 إصابة يومية في الذروات السابقة، التي كان آخرها في نيسان الماضي، ثم بدأ تراجع الإصابات ليصل إلى أدنى حد في حزيران الماضي مثل باقي دول العالم.
وأطلقت وزارة الصحة السورية أيار الماضي، منصة إلكترونية لتسجيل طلبات الراغبين بتلقي لقاح ضد كورونا بشكل مجاني بالكامل، واستطاعت نسبة كبيرة من الكبار في السن الراغبين باللقاح من الحصول عليه، إضافة إلى غالبية العاملين بالمجال الطبي وبعض القطاعات الحكومية، والعسكرية والأمنية، في حين يحتاج الشبان إلى محسوبيات وواسطات في المراكز الصحية للحصول عليه.
ويحدد نوع اللقاح المقدم للراغبين السن في الدرجة الأولى، ثم نوع اللقاح المتوفر، حيث يعطى الكبار في السن لقاح أسترازينيكا، في حين يحصل العاملون في المجال الطبي اللقاح الصيني أو الروسي.