اجتاحت اللغة الروسية منذ أيلول عام 2015، مدينة اللاذقية وفيها مسقط رأس النظام "بشار الأسد" (مدينة القرداحة)، و"مطار حميميم" مقر القاعدة العسكرية لـ روسيا (في مدينة حبلة)، ولاقت إقبالاً لدراستها في المدارس والجامعات، لـ تنتشر مؤخراً في أسماء المحال التجارية والإعلانات، مرافقةً لـ اللغة العربية.
ونشر عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، صوراَ لـ محال تجارية تخاطب الجنود الروس وعائلاتهم بلغتهم . وظهر منها مطعم للحوم المشورية باسم "على كيفك"، إضافة لمحل بيع منتجات غذائية متنوعة تحت اسم "سوبر ماركت الحسن".
ويعتبر ذلك مؤشّراً على ازديا النفوذ الروسي في محافظة اللاذقية، فضلاً عن محافظة طرطوس القريبة، والذي بدأ منذ التدخل العسكري المباشر لروسيا في أيلول 2015 لـ صالح قوات النظام، بعد أن أوشك "نظام الأسد" على السقوط، حسب الناشطين.
وعلى اعتبار أن محافظة اللاذقية (تشكّل نوعاً ما مسقط رأس النظام "بشار الأسد" ومعظم أركانه)، أصبحت أرضاً خصبة للتهافت على اللغة الروسية (عقب دخول الروس كمنقذ للنظام)، وانتشرت بشكل كبير إلى جانب اللغة العربية، حتى إنها نافست اللغة الإنكليزية التي كانت تنتشر على واجهات المحال التجارية.
ونقلاً عن تجّار في مدينة اللاذقية خلال تصريحاتهم لوسائل إعلام النظام، فإن المدينة شهدت طلباً متزايداً على "الفودكا" الروسية، مما اضطر التجّار إلى استيراد المزيد من هذه "المشروب الكحولي"، وذلك تلبية للطلب المتزايد عليه، بسبب الحضور الروسي "الكثيف" في المحافظة.
يذكر، أن تعليم "اللغة الروسية" بدأ ضمن المرحلة الإعدادية في سوريا، مع العام 2015 أيضاً، وأصبحت اللغة الاختيارية الثانية، بدءاً من الصف السابع (الأول الإعدادي)، تبعاً لقرار أصدره "نظام الأسد" حينها، وشهد إقبالاً كبيراً في محافظة اللاذقية، بينما لم يشهد ذلك في طرطوس القريبة، نظراً لعدم وجود كادر تعليمي، حسب ما ذكرت وسائل إعلام النظام الرسمية، عام 2016.
وبدأ طلاب الصف السابع (الأول الإعدادي/ المرحلة المتوسطة)، بالإقبال على مناهج اللغة الروسية، والتي خصص لها النظام الدعاية على جميع وسائل إعلامه ومنها إدخال الروسية الى التعليم الجامعي وفق مرسوم جمهوري، كما ركّزت روسيا على هذه الظاهرة، ونقلت وسائل إعلامها تقارير مصورة عن طلاب "الإعدادية" في محافظة اللاذقية، التي اعترفت أنها الأكثر إقبالا على تعلم اللغة الروسية، كونها المكان الذي تتجمع فيه القوات الروسية.
يشار إلى أن كثافة الحضور العسكري "الروسي" ازداد في محافظة اللاذقية بشكل أكبر، منذ استخدام روسيا - أكثر مِن مرة - حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ضد جميع مشاريع القرارات التي تدعو لـ محاسبة "نظام الأسد" على مجازره التي ما زال يرتكبها بحق الشعب السوري، وخاصة استخدام "السلاح الكيماوي" مرات عديدة، والذي أودى بحياة مئات المدنيين، وأصاب الآلاف.