ملخص:
- ضرب تنين بحري نادر مدينة اللاذقية، مما أثار استغراب السكان.
- الظاهرة عادةً تحدث في الشتاء، لكن هذا التنين وقع في ظروف طقس طبيعية.
- احترار مياه البحر المتوسط يزيد من احتمالية ظهور هذه الظواهر النادرة.
- التنين البحري يتشكل عندما يتصاعد الهواء الدافئ الرطب من البحر إلى السحب.
- التغيرات المناخية وارتفاع حرارة سطح البحر قد يزيدان من تكرار هذه الظواهر.
ضرب تنين بحري ساحة السمك في مدينة اللاذقية، أمس الأحد، مما خلّف أضراراً مادية في حدث غير مألوف، إذ يُعتاد حدوث التنانين البحرية خلال فصل الشتاء والمنخفضات الجوية القوية، وهو ما أثار استغراب سكان المنطقة.
وأوضح أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين، رياض قره فلاح، أن وقوع التنين في شهر آب يُعد غير مألوف، مضيفاً أن التنين عادةً يظهر مع المنخفضات الجوية القوية، لكن الطقس كان طبيعياً عند حدوثه.
وأشار قره فلاح إلى أن انتشار التنانين البحرية في سوريا غالباً ما يكون في الشتاء، وأن حدوثها في الصيف يعكس احتراراً مقلقاً لمياه البحر المتوسط.
وأضاف في تصريح لموقع "أثر برس" المقرب من النظام، أن التنين البحري يحدث عادةً مع العواصف الرعدية القوية فوق البحر، مكوناً عموداً دواراً من الهواء والماء، يشبه الإعصار البحري المصغر، ويظهر بسبب تصاعد الهواء الدافئ الرطب من البحر إلى السحب.
وأكد قره فلاح أن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة البحر المتوسط قد تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث هذه الظواهر النادرة في المستقبل.
متى يحدث التنين البحري؟
وعند سؤاله عن إمكانية تشكّل التنين البحري في الصيف، أشار قره فلاح إلى أنه يحدث غالباً عندما تكون المياه دافئة نسبياً ويحدث عدم استقرار جوي يؤدي إلى تشكل عواصف رعدية فوق البحر.
وأشار كذلك إلى أن تشكّل التنين البحري يتطلب وجود فارق في درجة الحرارة بين سطح البحر والهواء، لافتاً إلى أن العواصف الرعدية القوية تؤدي إلى تصاعد تيارات الهواء الدافئ الرطب من البحر إلى السحب، مما قد يسبب تشكيل عمود دوار من الهواء والماء. تبدأ العملية بتصاعد الهواء الرطب من سطح البحر بسبب سخونته.
وبعد ذلك يصعد هذا الهواء إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وعندما يصل الهواء الرطب إلى طبقات باردة، يتكثف بخار الماء مشكلاً سحبًا كثيفة وعواصف رعدية. وبسبب اختلاف درجات الحرارة والرياح على ارتفاعات مختلفة، يمكن أن يتشكّل عمود دوار من الهواء والماء يبدأ من السحب ويمتد نحو سطح البحر.
ووفقاً لقره فلاح، فإن هذه الظاهرة أكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية أو في المناطق الساحلية الدافئة خلال فصل الصيف، لكنها تبقى ظاهرة نادرة نسبياً. موضحاً أن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة سطح البحر تلعب دوراً في حدوث ذلك.
التنين البحري
وعادةً ما تتعرض مناطق الساحل السوري لهذه الظاهرة، وسبق أن ضرب "تنين بحري" قرية الدروك في طرطوس، وخلّف أضراراً مادية في البيوت البلاستيكية الزراعية.
ويستخدم سكان الساحل السوري مصطلح "التنين البحري" للإشارة إلى ما يُعرف علمياً باسم "الشاهقة المائية" (أو الإعصار) عند حدوثه فوق البحر.
وكان مدير مركز الأرصاد الجوية في طرطوس، محمود المبارك، قد ذكر سابقاً أن إطلاق تسمية "التنين البحري" على الإعصار البحري يعود إلى الأساطير القديمة التي تحاكي حجمه الضخم وقوته الضاربة.
وأضاف المبارك:"عندما تنتقل هذه الشاهقة إلى اليابسة، تُسمى النكباء أو التورنيدو، وهي اضطرابات عنيفة جداً تحدث في الغلاف الجوي نتيجة لعدم استقرار شديد في الغلاف الجوي وتناقص حراري حاد في الوسط المحيط".
وبيّن مدير المركز أن رياح "التنين البحري" تأتي مصحوبة بعواصف رعدية عنيفة، ويتراوح قطر الشاهقة بين عدة أمتار وكيلومتر، ولها قدرة تدميرية هائلة لكل ما يعترض طريقها الدوراني بعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي.