يختصر المثل السوري القديم "فوق الموتة عصة قبر" حال مرضى السرطان والأمراض المزمنة في محافظة اللاذقية المحرومين من أدويتهم وجرعاتهم الكيميائية، بحجة عدم توافرها في المستشفيات الحكومية، في حين تتوافر في الصيدليات بأسعار تزيد عن المليون ليرة سورية.
منذ سنة وأكثر وأدوية مرضى القلب والسكر والضغط مفقودة في مستشفيات اللاذقية، ولكن منذ أشهر أضيفت جرعات مرضى السرطان لقائمة المواد المفقودة في قسم الكيماوي بمشفى تشرين الجامعي، بحجة "الحصار المفروض على سوريا"، لكنها متوافرة في معظم الصيدليات بأسعار وصفها بعض من تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا بالخيالية.
وقال شقيق مريض سرطان في الدم يحتاج لجرعة (الافاسين) مرتين في الأسبوع إنه بعد الانتظار لساعات طويلة من أجل الحصول على موعد لتقديم الجرعة كان جواب الممرض بكل برود "إن هذا النوع من الدواء مفقود في المشفى وعليكم شراؤه من الصيدليات الخارجية".
وأضاف في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنه بعد رحلة البحث الطويلة عن الدواء تمكن من إيجاده في أحد الصيدليات قرب دوار الزراعة، بسعر أقل من مصادر مختلفة بأسعار تفوق الخيال.
جلسة علاج سرطان الدم بمليون ليرة سورية
وأوضح صيدلاني لموقع تلفزيون سوريا أن سعر دواء ألافاسين الهندي عيار 400 يبلغ 700 ألف ليرة سورية، وعيار 100 بـ 400 ألف ليرة سورية، ويتوافر نوع بيلاروسي أرخص بقليل حيث يبلغ سعر الدواء من عيار 400، 600 ألف ليرة سورية وعيار 100 بـ 240 ألف ليرة سورية.
وأشار إلى أن هذه الأسعار هي للجرعة الواحدة فقط، دون حساب ثمن الأدوية اللازمة قبل تناول الجرعة الكيميائية كدواء لارفين والديموفيد والرانتيين، بالإضافة لكلفة التحاليل التي تجاوزت الـ 75 ألف ليرة داخل المستشفى.
وأكد أن التحاليل داخل المستشفى يجب أن تكون بأسعار رمزية، ولكن الممرضين والمخبريين هم من يتحكمون بالوقت والسعر، حيث يتخيرون المريض إما بالانتظار لأشهر للحصول على دور للتحاليل أو دفع ما يقارب الـ 100 ألف والحصول على النتيجة بعد أيام قليلة.
وعند سؤال أحد الأطباء في المستشفى عن سبب فقدان الجرعات قال إن جميع أقسام المستشفى تفتقد لكثير من المستلزمات الطبية، مشبهاً إياه بالفندق الذي يقدم الطعام والأسرّة.
ولفت إلى وجود شبكة كبيرة مدعومة يترأسها مدير المستشفى تقوم بسرقة الأدوية وبيعها لصيدليات محددة.
وأكد عدد من مرضى السرطان لموقع تلفزيون سوريا أنهم استسلموا وأوقفوا جلسات علاجهم لعدم قدرتهم على تحمل مزيد من التكاليف الباهظة جداً، في حين أن بعضهم اضطر لبيع منزله لتأمين المبالغ المطلوبة.