icon
التغطية الحية

الكهف: قصة الطبيبة السورية أماني بلور في كتاب لـ "ناشونال جيوغرافيك"

2024.04.20 | 11:47 دمشق

099-9877
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"الكهف: مستشفى سرّي تحت الأرض وقصة بقاء امرأة واحدة في سوريا"، كتاب صدر حديثاً باللغة الإنكليزية عن مؤسسة "ناشونال جيوغرافيك"، يسرد المذكرات المؤلمة للطبيبة السورية أماني بلّور في أثناء عملها بمستشفى ميداني في ريف دمشق.

والكتاب عبارة عن حوار أجرته الصحافية رانيا أبو زيد مع الطبيبة السورية الشابّة أماني بلّور (1987)، التي أدارت أحد المستشفيات الميدانية تحت الأرض في غوطة الشرقية بريف دمشق إبّان الثورة السورية، حيث تطوّعت في بداية الأمر بعيادة محلّية قبل أن تجد نفسها في أعماق طبّ الطوارئ، ومعنيّة بشكل مباشر بحماية الأطفال من هجوم فظيع بغاز السارين الذي شنّه النظام السوري على الغوطة الشرقية.

وجاء في تقديم الكتاب المعنون بالإنكليزيةThe Cave: A Secret Underground Hospital and One Woman’s Story of Survival in Syria: لا يوجد أحد في سوريا لديه قصة مثل قصة الدكتورة أماني بلور. المرأة الوحيدة التي أدارت مستشفى في زمن الحرب، فقد أنقذت أقرانها من فظائع الحرب بينما كانت تكافح مع النزعة المحافظة الأبوية المحيطة بها.

نشأت بلور في "سوريا الأسد"، وأدركت أنها تريد أن تكون أكثر من مجرد ربة منزل. ومع اندلاع الثورة، تطوعت في عيادة محلية لتجد نفسها داخل تعقيدات طب الطوارئ. ومن بين جوانب حكاية بلّور الصلبة: أن تصبح مديرة للمستشفى، وأن تحمي الأطفال من هجوم مروع بغاز السارين، وأن تفقد زملاءها. ومحاولتها توظيف المزيد من النساء. ومن ثم التخلي عن المستشفى لتصبح لاجئة، وتمضي قُدماً.

غيرت أماني بلور قواعد اللعبة، مثل مالالا يوسفزاي، وسيُذكرها التاريخ كواحدة من أعظم البطلات في التاريخ. نشأت في مجتمع محدود للغاية، وتجرأت على الحلم -أولاً بالتعليم، ثم بالمهنة -التي سمحت لها بترك بصمتها على العالم وحماية البلد الذي تحبه. إنها إنسانة ملتزمة بشغف، وهي مصممة على أن يهرب الآخرون من الفظائع التي نجت منها.

كانت الطبيبة أماني بلور قائدة بالفطرة وقادرة على حل المشكلات، وكان عمرها 29 عاماً فقط عندما انتخبها زملاؤها للإشراف على المستشفى الميداني (الكهف) في عام 2016. وكمديرة، واجهت أماني الحقائق الخطيرة المتعلقة بإدارة المستشفى في ظل ظروف الحصار: إيجاد حلول للمعدات ونقص الأدوية؛ حماية هيكل المستشفى نفسه عن طريق إضافة تحصينات فوق الأرض وتحت الأرض؛ وقبل كل شيء، ضمان سلامة المرضى والموظفين. وفي الوقت نفسه، واصلت العمل كطبيبة أطفال، حيث كانت تعتني بالتدفق المستمر من الأطفال المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج. كما ساعدت في الجراحة.

67800

قاومت الطبيبة بلور النزعة المحافظة الأبوية التي تصنف المرأة على أنها ضعيفة وأدنى من الرجل، وهي ملتزمة بشدة بالدفاع عن حقوق المرأة في العيش والعمل كما تختار. إنها تعيش معتقداتها أيضاً، سواء كانت تشجع الفتيات الصغيرات على رؤية أنفسهن على أنهن مهمات وقادرات، أو تقدم وظائف للنساء المدنيات اللاتي يحتجن إلى وسيلة للدخل.

ولدت أماني ونشأت في الغوطة الشرقية وأكملت دراسة الطب العام في جامعة دمشق عام 2012. بدأت الدراسة في تخصص طب الأطفال لكنها تركت دراستها لمساعدة أهالي الغوطة الذين كانوا يتعرضون للهجوم من قبل نظام الأسد. وبدأت بمعالجة الأطفال –خاصة أولئك الذين أصيبوا جراء القصف في المناطق النائية بريف دمشق– في غرف الطوارئ. وكانت قد بدأت العمل في الكهف في عام 2013.

غيّر الهجوم الكيمياوي على الغوطة عام 2013 حياة الطبيبة أماني ومنظورها أثناء عملها في عمليات الإنقاذ والإغاثة. احتفظت بمجلات مفصلة عن الهجوم والأيام التي تلت ذلك، وكتبت وقامت بالتدوين حول تأثير الهجوم على الناس والبيئة. نزحت قسراً إلى شمالي سوريا عام 2018، وتعيش حالياً في تركيا.

فيلم "الكهف"

يذكر أن أماني بلور قد شاركت في الفيلم الوثائقي "الكهف" (2019) الذي يتناول الحياة اليومية في أثناء عملها كطبيبة داخل المستشفى المذكور. وهو من إنتاج شركة ناشونال جيوغرافيك للأفلام الوثائقية وإخراج فراس فياض.

وفاز الفيلم بجائزتي إيمي كـ"أفضل تصوير" و"أفضل فيلم وثائقي"، بعد أن رُشح لنيل 4 جوائز. كما فاز أيضاً بجائزة مهرجان "تورنتو" السينمائي والعديد من الجوائز الأخرى، ورشح لجائزة الأوسكار عام 2019، عن فئة الأفلام الوثائقية أيضاً.

وقد تم تصوير فيلم "الكهف" في غوطة دمشق الشرقية بدءاً من العام 2016، تحت الحصار والقصف الوحشي المتواصل من قبل قوات النظام والروس، وبإمكانات تقنية محدودة.