يشهد موسم الكمأة في سوريا هذا العام إنتاجاً وفيراً في حين شهدت أسعاره ارتفاعاً كبيراً مقارنة بموسم العام الماضي ليكون حكراً على مقاس "التجار وكبار الموظفين"، وفقاً لتعبير باعة هذا الفطر.
وأكد عدد من باعة الكمأة في مدينة سلمية بأن موسم العام الحالي وفير وأفضل من موسم العام الماضي، حيث تصلهم يومياً كميات كبيرة من هذا الفطر، الذي يزداد الطلب عليه في هذه الأيام.
وأفادوا في تصريحات لصحيفة الوطن المقربة من النظام أن سعر الكيلو بين 50 إلى 150 ألف ليرة، حسب لون الحبة وحجمها، فالكمأة البنية وذات الحبة الكبيرة أغلى من البيضاء.
وقالوا إن "معظم الزبائن من الفئات المجتمعية ذات المداخيل المفتوحة، مثل الأطباء والمهندسين والتجار وكبار الموظفين"، مشيرين إلى أنّ كميات كبيرة مما يرد إلى سوق سلمية من الكمأة يورَّد إلى دمشق، لبيعه للمطاعم والفنادق الكبيرة من فئات خمس نجوم وغيرها.
ولفت الباعة إلى أنهم يستجرون الكمأة من تجار يجمعونها من بادية سلمية الشرقية، بأسعار تتيح لهم هوامش ربح جيدة، لكون الموسم يمتاز هذه السنة بوفرة المادة واشتداد الطلب.
وذكر مورد كمأة أن أجرة العامل أو العاملة بين 4 آلاف إلى 6 آلاف ليرة بالساعة، مؤكداً أن كميات كبيرة تصدر إلى لبنان والعديد من دول الخليج العربي أيضاً، بحسب ما نقلته "الوطن".
مجازر جمع الكمأة
يشار إلى أنّه، منذ عام 2018، باتت عملية البحث عن "الكمأة" محفوفةً بالمخاطر، إذ شهدت العديد من مناطق جنيها في دير الزور والرقة والسويداء والريف الشرقي من حلب وحماة، انفجار العديد من الألغام وذخائر مخلّفات الحرب، التي أودت بحياة العشرات من عمّال جني الكمأة، فضلاً عن مقتل وإصابة بعضهم برصاص "داعش" وقوات النظام والميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة
وأمس الأحد، قتل وفُقِد نحو 20 شخصاً إثر هجوم تعرضوا إليه في بادية ريف الرقة الجنوبي، بحسب مصادر محلية.
وأفاد مدير صحة الرقة غياث الحمود لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام، بوصول 4 جثامين من بين القتلى إلى المركز الطبي في بلدة الحمدانية في ريف الرقة الشرقي.
وقالت صفحات محلية إن معظم القتلى ينحدرون من قرية مغلة كبيرة في ريف المحافظة الجنوبي.
ولفتت مصادر محلية للصحيفة، إلى أن 9 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب 6 آخرون، بينما لا يزال مصير 5 آخرين مجهولاً وسط البحث الحذر من الأهالي عن المفقودين في البادية.
ووفق المصدر، فإنه وخلال أقل من شهر، لقي أكثر من 40 شخصاً مصرعهم في محافظة الرقة، بسبب الألغام وهجوم مسلحين في بادية الرقة الجنوبية، رغم تحذيرات الأهالي من التوجه إلى عمق البادية لجمع فطر الكمأة.
وسبق أن أفادت صفحات إخبارية محلية بمقتل 5 من جامعي الكمأة على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين بهجوم شنّه قبل يومين مسلحون مجهولون، مشيرة إلى أن 4 عمال آخرين ما يزال مصيرهم مجهولاً، وبأن القتلى والمصابين والمفقودين ينحدرون جميعهم من قرية "مغلة كبيرة" بريف الرقة الجنوبي.