كشفت مصادر تركية تفاصيل طعن عائلة تركية من قبل مواطن تركي في إزمير، كان قد قتل ثلاثة شبان سوريين حرقاً من خلال سكب مادة البنزين في غرفتهم التي ينامون بها في وقت سابق من الشهر الماضي.
وقالت صحيفة "Sabah" التركية في مادة نشرتها بتاريخ 3 من كانون الأول الحالي، إن المدعو كمال كوركماز طعن عائلة تركية، زوج وزوجة متقاعدين، بهدف السرقة في منطقة غوزال بهتشي التابعة لولاية إزمير.
وبحسب المعلومات الواردة في الخبر، فقد وقع الحادث في منزل ضمن حي كهرمان ديري بتاريخ 29 تشرين الثاني، حيث كان يقطن كل من العضو المؤسسة لجمعية الفكر الأتاتوركي، والرئيسة السابقة لشعبة الجمعية في إزمير قدرية أتاسوي، مع زوجها المدرس المتقاعد نجاتي أتاسوي.
وأضاف الخبر أنه كان الزوجان يجلسان في منزلهما، إذ قرع جرس الباب، فقام نجاتي أتاسوي بفتح الباب ليقابل كمال كوركماز (40 عاماً)، الذي عادة ما كان يتلقى مساعدات مالية من العائلة بسبب وضعه المادي السيئ، وكان يساعد العائلة ببعض أعمال التنظيف في مكان عملهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوركماز قال لنجاتي بأنه نسي هاتفه المحمول في مكان العمل، ويريد أن يذهب لجلبه، فقال له نجاتي "سنستعيده غداً في الصباح "، فما كان من كوركماز إلا أن انهال عليه بالضرب باستخدام جسم صلب، وأصاب رأسه ما أفقده وعيه على الفور، ومن ثم قام بطعن الزوجة قدرية أتاسوي بخمس طعنات بعد أن هرعت لمساعدة زوجها.
جريمة بدافع السرقة
كمال كوركماز، الذي اعتقد أن الزوجين أتاسوي قد ماتا، سرق الهواتف المحمولة والنقود والذهب وكل ما هو ثمين ومن ثم لاذ بالفرار، بينما تم إرسال الفرق الطبية والشرطة إلى المنطقة بناءً على إخطار السكان المحيطين، وتم نقل الزوجين المصابين إلى مستشفى كلية الطب في جامعة دوكوز أيلول.
وبحسب تقرير المشفى، عُلم أن نجاتي أتاسوي أصيب بعدة كسور في جسده، وخرج من المشفى بعد تلقي العلاج، في حين أن قدرية استمرت في العلاج لفترة طويلة بسبب تعرضها لإصابات خطيرة للغاية.
واستطاعت قوات الشرطة من إلقاء القبض على كوركماز وبحوزته أداة الجريمة في فترة قصيرة بمساعدة شهود عيان، والكاميرات الأمنية المحيطة في المنطقة، وتم نقله إلى المحكمة بعد استكمال الإجراءات لدى الشرطة.
"اكتملت المهمة"
واعترف كمال كوركماز، في إفادته في مركز الشرطة بأنه أشعل النيران في غرفة يقطن فيها 3 لاجئين سوريين قبل 13 يوماً من حادثة طعن الزوجين التركيين، بحجة أنه وجد ورقة داخل علبة السجائر الموضوعة في سيارته، مكتوب فيها "مهمتك مستمرة"، وبعد فترة وجد ورقة مكتوب فيها "ابدأ مهمتك، ابدأ بالتنظيف"، وقال: "لذلك اعتقدت أنني يجب أن أنظف السوريين".
وأضاف في اعترافه: "كان هناك بنزين في مؤخرة سيارتي في عبوة مياه سعتها 5 لترات، كنت أستخدمه في محرك قطع الأشجار حيث كنت أعمل في مزارع الكروم وأعمال الحدائق. أخذت عبوة الوقود هذه ووضعتها في كيس، ثم دخلت المسجد بالقرب من مكان العمل، ووضعت سترتي التي كنت أرتديها في حمام الجامع، وخرجت بدونها وبيدي العلبة، وتوجهت إلى مكان العمل، ودخلت إلى الغرفة التي كان ينام فيها الأشخاص الثلاثة، كنت أعرف بأن الأبواب لم تكن مقفلة، وعندما وجدت الشبان الثلاثة نائمين، قمت بإفراغ عبوة البنزين أمام باب الغرفة، ومن ثم أغلقت باب الغرفة، ورميت قطعة قماش ورميتها في الداخل ومن ثم هربت".
وأكمل الجاني روايته قائلا: "ذهبت إلى المسجد من أجل أخذ سترتي التي تركتها هناك، ووضعت كل شيء في كيس ورميته في القمامة، ثم عدت إلى مكان العمل المحترق وكأن شيئاً لم يكن" مشيراً إلى أنه عندما عاد، التقى بصديق له هناك وأخبره "اكتملت المهمة"، بينما قال لصاحب العمل "ما الذي يحدث هنا؟"، وأضاف: "لم أكن أنوي قتلهم، أردت إخافتهم فقط".
وقالت مديرية الإطفاء في تقريرها الذي أعدته، أن سبب الحريق هو "خلل في مقبس المدفأة الكهربائية" تسبب بحريق انتقل إلى أسرة الشبان.