بالرغم من تعهد مصور عملية تعذيب وتقطيع أوصال وإحراق مواطن سوري بعدم نشر الفيديو، إلا أن الفيديو ظهر على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VKontakte، لينتقل إلى مواقع تويتر وفيسبوك، وبرغم الوحشية البادية في المقطع، إلا أن أحداً لم يحاول حتى التشكيك به، لوجود قصص كثيرة تداولها السوريون عن أفعال المرتزقة الروس في سوريا، وجاء هذا الفيديو ليؤكد المدى المرعب الذي وصلت إليه وحشية هؤلاء، وبالرغم من تغطية القتلة لوجوههم إلا أنه وفي لحظات معينة ظهرت بعض الوجوه وتمكنت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المعارضة من تحديد هوية اثنين منهم وإثبات انتمائهم إلى منظمة "فاغنر".
استكمال الفيديو المرعب
في 30 من حزيران 2017 ظهر مقطع فيديو مدته دقيقتان لمجموعة من الجنود الروس وهم يقومون بتعذيب مواطن سوري ويقومون بضرب يديه بمطرقة ثقيلة عدا الدوس على رأسه، في ذلك الوقت أجمع المراقبون على أن هؤلاء من المرتزقة الروس من منظمة "فاغنر" التي تعمل لصالح وزارة الدفاع الروسية التي تنكر علاقتها بهذه المنظمة، إلا أن فاغنر كانت، ومنذ تأسيسها، الذراع الضاربة للوزارة سواء في أوكرانيا أو سوريا وحالياً في ليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وظهرت ثلاثة مقاطع جديدة لعملية التعذيب والقتل الوحشي التي قام بها المرتزقة الروس منذ نحو أسبوع، حيث تبين أن الجنود المرتزقة قاموا بقطع رأس المواطن السوري، ومن ثم علقوا ما تبقى من جسمه مقلوباً وقاموا بحرقه وسط ضحكاتهم على أنغام أغنية وحشية للقوات الخاصة الروسية، تنتمي لفترة الحرب الروسية على الشيشان، تدعو لقتل الأمهات وأطفالهن.
هوية الضحية
وتمكن موقع "جسر برس" السوري من التعرف على المواطن السوري الذي تم قتله وتعذيبه بالإضافة لمكان ووقت تنفيذ عملية القتل الوحشية، وهو، بحسب جسر برس، محمد طه إسماعيل العبد لله من مواليد دير الزور، 1986، وكان عائداً من لبنان قبل اعتقاله على الحدود من قبل النظام السوري وزجه بالخدمة الاحتياط قبل أن ينتهي به الأمر في يدي مرتزقة فاغنر ليقوموا بتعذيبه وقتله في حقل الشاعر بريف حمص.
اقرأ أيضاً: فيديو مسرب لمرتزقة روس يحرقون جثة شاب سوري
بقي تحديد القتلة..
في حين غطى القتلة وجوههم، يظهر في الأجزاء الأولى من الفيديو أحدهم دون غطاء، يرتدي زياً عسكرياً أخضر، ويلف حول رقبته "حطة"، كوفية، ويمسك بيده كاميرا ويبدو أن صورته تداخلت مع مصور آخر، وتعتقد الصحيفة الروسية أن الصوت الذي نسمعه في نهاية الجزء الرابع من المقاطع يعود إليه حيث يقول "أخفوا الوجوه.. حسناً لن اسمح لهذا الفيديو بالذهاب إلى أي مكان على أي حال".
تقول نوفايا غازيتا إنها أخضعت صورة الشخص لبرنامج بحث عن الوجوه وبذلك استطاعت الوصول لحسابات على موقع "VKontakte" تظهر فيها صوره وبذلك تمكنت من تحديد هويته، واسمه بحسب الصحيفة "ستانيسلاف د. Stanislav D" حيث قالت الصحيفة إنها أخفت اسم العائلة لأسباب أمنية إلا أنها تحتفظ باسمه كاملاً عند رئاسة التحرير.
وتبين أن المرتزق الروسي قام بعدة رحلات إلى سوريا وأنه منتمٍ لمنظمة "فاغنر" كما أنه كان يخدم في الاستخبارات الروسية، وتقول الصحيفة الروسية إنها تملك نسخة من استمارة طلب تعبئة معلومات شخصية للانضمام إلى فاغنر ومذكرة تعهد بعدم إفشاء الأسرار وسيرة ذاتية بالإضافة لصورة عن جواز سفره، وحاولت الصحيفة التواصل مع عائلته للحصول على تأكيد منهم أنه هو الذي في الصورة إلا أن العائلة رفضت ذلك وقامت بازالة حساباتها من مواقع التواصل الاجتماعي.
وقام القتلة في إحدى اللحظات بمناداة بعضهم باسمي "بامير"، سلسلة جبال في آسيا الوسطى، و"فولك" أي الذئب، «Памир» «Волк»، وبحسب الصحيفة الروسية فهناك مرتزق صربي معروف بالذئب ضمن فاغنر، وهو "دافور سيفتش"، يقود وحدة استخبارات، ولا يمكن التأكيد إذا كان هو المقصود ولكن بحسب سيرته فهناك احتمال كبير بأن يكون هو المقصود بالذئب، حيث نشرت صحيفة "بيزنس انسايدر" تقريراً، في 22 من نيسان 2016، عن نشاط المرتزقة الصرب في صفوف فاغنر ومن ضمنهم سيفتش، حيث شاركوا في الحرب الروسية على أوكرانيا قبل نقلهم إلى سوريا.
وأكدت نوفايا غاويتا أنها جاهزة لتقديم كل الوثائق والأدلة التي تمكنت من جمعها إلى أي هيئة قانونية ستقوم بالتحقيق وملاحقة هؤلاء المرتزقة، كما أنها نشرت صورة ظهرت مؤخراً لأربعة من المشاركين وهم حاسرو الوجوه وطلبت من القراء مساعدتها على تحديد هويتهم.