أعلن الكرملين أن المباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ستركز على الوضع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب وكالة (إنترفاكس) الروسية.
وذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي سيبحث مع نظيره التركي في أثناء زيارته إلى روسيا يوم الأربعاء المقبل، الوضع في إدلب السورية.
وقال بيسكوف في تصريحات متلفزة مساء أمس الأحد، إن رئيسي البلدين أبديا إرادة سياسية وتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن إدلب. ووصف العلاقات بين بوتين وأردوغان بأنها "علاقات عمل مبنية على الثقة المتبادلة وجيدة جداً" ما يسهل إجراء "محادثات جديدة" بينهما.
تهديدات تسبق لقاء بوتين- أردوغان
بيسكوف الذي يتوقع "محادثات جيدة" بين الطرفين الروسي والتركي؛ قال في تصريحاته المتلفزة: "للأسف ما تزال الأنشطة الإرهابية مستمرة في إدلب". وأضاف: "إنه أمر غير مقبول وخطير. إنه أمر يعرقل عملية التسوية في سوريا. والأرجح أن يكون كل ذلك ضمن الأجندة"، مكرراً ما صرّح به وزير الخارجية الروسي لافروف من تهديدات أطلقها أول أمس السبت في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان لافروف قد صرّح أن "روسيا تستخدم القوة العسكرية في سوريا ضد (الإرهابيين)، بناءً على القرار رقم 2254 الصادر من مجلس الأمن والقاضي بمكافحة الإرهاب بحزم في سوريا"، مضيفاً أنّه "ثمة بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سوريا وهي إدلب، ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك"، مهدّداً بأنّ "روسيا لن تتسامح مع الهجمات التي يشنها الإرهابيون من هناك على القوات الروسية وقوات نظام الأسد"، على حد زعمه.
الموقف التركي
من جهته، أشار الرئيس التركي أردوغان في تصريحات صحفية أدلى بها الخميس الماضي، إلى أهمية قمته مع بوتين المزمع عقدها في مدينة سوتشي الروسية في الـ29 من أيلول الجاري. وقال إن أجندة اللقاء ستشمل مستجدات الوضع في منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية وواقع العلاقات الثنائية.
ولفت إردوغان إلى أهمية الدور الذي تلعبه تركيا وروسيا في المنطقة، مشيراً إلى أن أنقرة "لم تلمس أي خلافات تشوب العلاقات مع موسكو".
إلا أن الرئيس التركي اعتبر أن نظام الأسد يشكل تهديداً على الجنوب التركي، وقال في تصريحات أدلى بها يوم الجمعة الماضي: "ننتظر كثيرا من الرئيس الروسي، خصوصاً أن النظام في سوريا يشكل تهديدًا جنوبي البلاد". وأضاف: "أتوقع مقاربات مختلفة من بوتين كشرط لتضامننا، ونحن بحاجة إلى خوض هذا النضال معاً في الجنوب".
وكانت أوساط روسية وتركية متطابقة، قد رجحت أن تسفر القمة عن قرارات مهمة حول ترتيبات الوضع في إدلب، وذهب دبلوماسيون روس إلى ترجيح أن يبحث الرئيسان "تفاهمات جديدة" حول إدلب على خلفية الفشل في تطبيق جزء من بنود الاتفاق السابق الموقع في العام 2018، والذي نص على تولي أنقرة مسؤولية الفصل بين القوى المعتدلة والفصائل المتشددة، فضلا عن إقامة منطقة عازلة يتم إخراج المسلحين والأسلحة الثقيلة منها.
دبلوماسي سوري: "اتفاق جديد وسيادة الحكومة الشرعية"!
من جهته، يرى الدبلوماسي المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر "أن يتوصل الرئيسان إلى إبرام اتفاق جديد يحدد ملامح الاستمرار في آليات التنسيق بين البلدين" بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف أن هذا التطور ستكون له "أهمية بالنسبة للجانب التركي، مع مراعاة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وسيادة الحكومة الشرعية في البلاد على كافة أراضيها، وهو ما يركز عليه الطرفان دائماً في جميع بياناتهما المشتركة عقب كل اللقاءات التي جرت في الماضي" بحسب الصحيفة.
ولفت الدبلوماسي، إلى أن "العلاقات الروسية التركية مرت بعدد من المحطات المفصلية، إلا أن هذه العلاقات تثبت رسوخاً وقوة مع كل منعطف، ولا أعتقد، بأي حال من الأحوال، أن تمثل مواقف تركيا من عدم الاعتراف بشبه جزيرة القرم جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الروسية، أو موقفها من أوكرانيا أو في ليبيا، وغيرها من مناطق الاختلاف بين البلدين، غيوماً تلبد اللقاء بين بوتين وأردوغان".
وشدّد الشاعر على أن "المحافظة على العلاقات التركية الإيرانية الروسية العربية، يعد مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة" وفق تعبيره.
بيدرسون ولافروف واللجنة الدستورية
من جانب آخر، سبق لقاءَ الرئيسين أردوغان وبوتين لقاءٌ جمع لافروف والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، بحثا فيه سير العملية السياسية ومسألة استئناف عمل اللجنة الدستورية. وأصدرت الخارجية الروسية بياناً حول اللقاء قالت فيه إن الطرفين "ناقشا بالتفصيل سبل تعزيز العملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون بأنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، مضيفة أن ثمة اهتماما خاصا لمسألة "استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف ومواصلة الحوار السوري المباشر دون شروط مسبقة أو تدخل خارجي".