أثارت كارثة تهدم السدود عقب عاصفة "دانيال" التي ضربت مدينة درنة الليبية، وأدت إلى فيضانات وسيول مدمرة، تساؤلات حول ما إذا كان زلزال إسطنبول المحتمل، سيكون له تأثير على السدود، في ظل تحذيرات وتوقعات من اقتراب حدوثه.
وبحسب تصريحات ياسمين تاشجي رئيسة قسم التخطيط في مؤسسة “ISKI” في مقابلة لها مع قناة NTV التركية، قالت "هناك خطر حدوث فيضانات، ببعض المناطق السكنية، في حال وقع زلزال وتأثرت السدود، وربما تكون هناك خسائر في الأرواح والممتلكات".
وذكرت تاشجي أن "السدود التي تشكل الخطر الأكبر في إسطنبول، إثر زلزال محتمل، هي كل من سد بيوك تشكمجة، وسد أوميرلي، وسد علي بيه كوي".
وأفادت أنه "نتيجة لانهيار جدار سد علي بيه كوي في زلزال محتمل، يمكن أن تغمر المياه مباشرة الأبنية السكنية"، مشيرة إلى احتمالية حدوث خسائر في الأرواح البشرية، وخسائر في الممتلكات، التي ستؤدي بدورها إلى بعد اقتصادي خطير.
وأوضحت تاشجي في مقابلتها "باعتبار أن سد بيوك تشكمجة متصل بالبحر، سيكون ضرره أخف"، مؤكدة أن كل من سد بيوك تشكمجة وسد أوميرلي يشكلان خطراً أيضاً.
وأكدت أن أعمال التدعيم لهذه السدود مستمرة، مشيرة إلى أن إدارة بعض السدود تعود لشركة "DSI" المديرية العامة للأشغال المائية الحكومية، التي تتركز أولويتها على أعمال السدود، من أجل تحقيق أهداف الحماية من الفيضانات بشكل فعال، وبعضها تعود لشركة "ISKI" إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول.
ومن جانبها قالت إنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين إدارة المديرية العامة للأشغال المائية الحكومية وإدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول وبدأت الدراسات اللازمة لمشاريع تدعيم السدود.
زلزال محتمل في إسطنبول
وفي 17 من الشهر الماضي، حذر خبير الزلازل التركي ناجي غورو، من اقتراب زلزال محتمل في إسطنبول، وخطورة سدود المياه الموجودة في المدينة.
وقال غورو "لقد عملت في سدود شركة المياه "İSKİ" إلى جانب فريق من الجامعة التقنية، ومع الأسف من بين السدود الـ 14 في إسطنبول، هناك 7 سدود خطيرة جداً"، من الممكن أن تتسبب بكارثة بحال وقوع زلزال.
ووفقاً لبيانات رسمية فإن نحو خمسة ملايين من أصل 16 مليون شخص في أكبر مدينة تركية “إسطنبول" يعيشون في منازل معرضة للخطر، لوقوع المدينة في شمال خط صدع يعبر بحر مرمرة في شمال غربي البلاد.
في حين تتوالى التحذيرات من خبراء الزلازل بشكل دائم من مخاطر وقوع زلزال مدمر تتجاوز شدته 7.5 درجات في منطقة مرمرة، مشددين على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل التهيؤ لهذه الكارثة.
وتعتبر تركيا منطقة زلازل نشطة، يُذكر أن زلزالين مدمرين بقوة 7.7 درجات و7.6 درجات ضربا جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا يوم 6 من شباط من العام الجاري، أوديا بحياة ما يزيد على 50 ألف شخص، وصفهما الرئيس التركي بـ "أكبر كارثة" عاشتها تركيا منذ زلزال أرزينجان.
كيف حصلت الكارثة في درنة الليبية؟
تعد درنة البالغ عدد سكانها نحو 100 ألف، مدينة جبلية على ساحل البحر الأبيض المتوسط على الجزء الشمالي الشرقي من ليبيا، وفي جنوبها هناك سلسلة من تلال الجبل الأخضر، وفيها وادي درنة، أحد أكبر الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا.
وبعد أن ضربت العاصفة، بدأت الأمطار المتساقطة بغزارة ولساعات طويلة تتجمع في الوادي الذي يبلغ طوله نحو 50 كيلومتراً، وارتفع منسوب مياهه مما شكل ضغطاً على السدين المائيين اللذين يحجزان المياه في الوادي، فانهارا ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر، هذا الأمر جعل حجم الدمار هائلاً وعدد الضحايا كبيراً، في كارثة لم يشهدها تاريخ ليبيا الحديث منذ أربعة عقود.
وتخطت حصيلة الوفيات حتى صباح يوم الأربعاء 6 آلاف وبينما لم يذكر عدد المفقودين الذي يزيد على عشرات الآلاف بشكل محدد.