نفت القوات الروسية ما زعمته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن استهداف مسيّرة تركية لسيارة عسكرية، مساء السبت الفائت، في مدينة القامشلي بريف الحسكة، مؤكدةً أن الانفجار كان ناجماً عن سيارة ملغّمة.
ومساء السبت الفائت، انفجرت سيارة عسكرية في المنطقة الصناعية بمدينة القامشلي، ما أسفر عن مقتل قيادي في "قسد" ومرافقه، إضافةً إلى ثلاثة مدنيين.
وقال مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "القوات الروسية أرسلت فريقا يضم مهندسي متفجرات وخبراء عسكريين لموقع الانفجار، للكشف والتحقيق بالحادثة بعد ساعتين من حدوثها".
وفحص الفريق الروسي السيارة المُستهدفة وأخذ عينات من موقع الانفجار والمادة المتفجّرة لفحصها في القاعدة الروسية بمطار القامشلي، وخلص تقرير المهندسين إلى أن "الانفجار حدث عبر وضع عبوة ناسفة داخل هيكل السيارة (أسفل مقعد المرافق)، فُجرت عن بعد".
وأضاف المصدر أنّ "القوات الروسية سلّمت تقريرها لـ قسد ووفد من أحزاب الإدارة الذاتية وعائلات القتلى الذين تظاهروا، أمس الإثنين، أمام مطار القامشلي الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها".
وبحسب التقرير الروسي فإنّ "رادارات مراقبة النشاط الجوي في المنطقة لم تكشف أي وجود لطائرات مسيّرة تركية ضمن دائرة نصف قطرها 70 كم حول موقع الانفجار".
استهداف "شيار" المسؤول عن خنادق "قسد"
والسبت الفائت قال مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ المُستهدف بالتفجير هو القيادي "شيار" المنتمي إلى "حزب العمال الكردستاني - PKK"، وهو المسؤول عن خنادق "قسد" في القامشلي.
وذكر المصدر أنّ التفجير حدث عبر عبوة ناسفة زُرعت داخل سيارة القيادي "شيار"، في حين قالت قوات "الأسايش" إنّ طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي هي مَن استهدفت السيارة.
وخلّف الانفجار خمسة قتلى وأربعة مصابين وأضراراً مادية كبيرة بالسيارات الموجودة والمحال الصناعية والتجارية القريبة في موقع الحادثة والقريبة منه.
تصفية واختراق داخل "قسد"
رجّح مصدر مقرّب من "قسد" في حديثٍ لـ موقع تلفزيون سوريا، أن يكون التفجير حدث ضمن عمليات التصفية الداخلية بين كوادر وقادة "قسد".
وأشار المصدر إلى أنّ "الأسايش" أعلنت بدايةً في بيان، عن حدوث تفجير في المنطقة الصناعية من دون الإشارة إلى استهدافٍ من قبل مسيّرة تركيّة، قبل أن تعود بعد ساعتين وتقول في بيانٍ آخر، إنّ السيارة تعرّضت لاستهدافٍ من مسيّرة تركية.
ويرى المصدر أنّ "قسد" تريد "التعتيم على الاختراق الكبير وعمليات التصفيات الداخلية ضمن قواتها، عبر استغلال الاستهداف المتكرّر للمسيّرات التركية لقادتها وعناصرها".
وأثار انفجار سيارة داخل المنطقة الصناعية النشطة بحركة المدنيين وسط مدينة القامشلي تساؤلات وشكوكا كبيرة، في ظل تركيز المسيّرات التركية على استهداف المقار العسكرية أو رصد تحركات قادة "قسد" على الطرق بعيداً عن التجمعات السكنية.
وفي 22 تموز الماضي، قتلت قياديتان ومقاتلة من "وحدات حماية المرأة" التابعة لـ"قسد"، باستهداف طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي، لسيارةٍ كانت تقلّهن شرقي القامشلي.