البث المباشر
"القبيلة والسُلطة في سورية: التاريخ والثورة" كتاب صدر حديثاً عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، يشتمل على "دراسة في التركيب الريفي وخارطة البُنى القبلية والعشائرية وتفاعلاتها ضمن حلب وإدلب بعد 2011"، للباحثَين: ساشا العلو وصخر العلي.
تتناول الدراسة/ الكتاب مرحلة ما بعد عام 2011 التي تعد مرحلة مفصلية في تاريخ الدولة السورية والبُنى الاجتماعية المكوِّنة لها، وإن دراسة القبائل والعشائر خلال اثني عشر عاماً من الصراع المُركَّب؛ ما هي إلا دراسةٌ لتفاعلات بُنى محلية بارزة ضمن مرحلة حرجة من تاريخها، وامتدادٌ لمحاولات البحث القديمة والمتواصلة. فقد فرضت القبيلة نفسها على الإرث المعرفي في المنطقة عامة وسوريا خاصة، واحتلَّت حيزاً مهماً من الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجية والسياسية، وفق الناشر.
في هذا الإطار، لا يتناول هذا الكتاب المقاربة القبلية والعشائرية كمدخلٍ تفسيريّ للحدث السوري المُعقَّد، ولا يبحث عن أثر القبيلة في سياق الصراع، بقدر ما يدرس آثار الصراع عليها، وكيفية تفاعل تلك البُنى معهُ بمختلف مراحله وتداعياته وأطرافه.
ميادين الكتاب
بدايةً، يُقدِّم الكتاب مراجعة ودراسة لتاريخ القبائل والعشائر في الجغرافية السورية، خاصة الشمالية منها، وشكل علاقاتها التاريخية مع السُلطات المختلفة والمتعاقبة، وطبيعة تحوّلاتها البُنيويّة، عبر عملية تحقيب منهجية ومتسلسلة امتدت من عصور قديمة حتى العام 2011. ثم ينتقل ميدانياً لمسح خارطة البُنى القبلية والعشائرية في محافظتي حلب وإدلب على اختلاف مكوِّناتها (عربية، كردية، تركمانية، شركسية، غجرية)، مُقدِّماً دراسة تفصيلية لتركيبتها وانتشارها الجغرافي، عبر منهج مسح اجتماعي شمل أكثر من 2233 نقطة جغرافية (مدينة، بلدة، قرية، حي، مزرعة) مُثِّلَت عبر 52 خريطة بيانية إضافة إلى 52 جدولاً إحصائياً.
يتجه الكتاب بعدها للبحث في تفاعلات تلك البُنى وأدوارها (السياسية، الاجتماعية، العسكرية) بعد 2011، ويُقدِّم مسحاً لأكثر من 60 فصيلاً مُشكَّلاً على أساس عشائري بين عامي 2012-2019، وصولاً إلى مسح ثقل المكوِّن القبلي في 27 تشكيلاً ضمن أبرز المظلات العسكرية العاملة بتوجهات سياسية مختلفة في الشمال لغاية 2024.
إضافة إلى ذلك، يقدّم الكتاب دراسة عن العسكرة وآثارها، على رأسها التهجير القسريّ بمراحله وأطرافه، مُستعرِضاً خارطة تفصيلية للمناطق العشائرية التي شهدت تهجيراً بنسب متفاوتة في المحافظتين بين عامي 2012-2020، وعددها قرابة 1400 نقطة جغرافية. يفرد الكتاب مساحة مهمة للبحث في "مجالس القبائل والعشائر" كظاهرة تنظيمية مُستَحدَثة في الفضاء القبلي السوري، لتحديد ماهيّتها وأدوارها وآثارها على أبعاد الإدارة القبلية التقليدية. وصولاً إلى دراسة تموضع البُنى القبلية في معادلة السُلطة، وإشكاليّة العلاقة معها ضمن إطار إدارة العصبيات وشكل الدولة. استند هذا الكتاب في بناء فصوله، إضافة للمراجع المتنوّعة، إلى المقابلات وجلسات التركيز الميدانية، التي شملت ما يزيد عن 780 مصدراً من عيّنات وشرائح مختلفة.
مؤلّفا الكتاب:
ساشا العلو
باحث سوري، يتركز نتاجه البحثي في حقل الحركات السياسية والاجتماعية ومجالات الحوكمة في سوريا، له العديد من الدراسات والأوراق البحثية، إضافة إلى إنتاجه ومساهمته في عدد من الكتب كمؤلف رئيسي أو باحث مشارك، يعمل باحثاً أولاً في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، إضافة إلى تعاونه مع عدة مراكز بحثية عربية وغربية.
صخر العلي
باحث سوري، يتركز نتاجه البحثي حول القبائل والعشائر في سوريا وتحولاتها السياسية والاقتصادية، له عدد من الأوراق والدراسات البحثية المنشورة في دوريات محلية وعربية مُحكَّمة، تمحورت حول تحليل الديناميات السياسية والاجتماعية والإدارية لقبائل وعشائر الشمال السوري، وتفاعلاتها المختلفة بعد عام 2011.
