تجددت الاشتباكات في مدينة القامشلي، بين ميليشيا "الأسايش" التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" وميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، بعد ساعات قليلة من الإعلان عن "هدنة دائمة" بين الطرفين بوساطة روسية.
وأفاد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا بأن اشتباكات اندلعت مساء أمس الأحد، في حي "حلكو" بالقامشلي، أسفر عنها إصابة عنصرين من الأسايش برصاص عناصر الدفاع الوطني الذين استغلوا هدوء الهدنة التي أعلن عنها قبل ساعات قليلة برعاية الروس".
وأضاف المصدر أن "الأسايش عثرت خلال تمشيطها حي طي، على جثتين تعودان لـ (أيوب اليساري) إمام مسجد الحي، ولابنته (غالية اليساري)، كما قتل مدنيّ (سامر العلو) برصاص الدفاع الوطني خلال الاشتباكات المتجددة".
وأصيب أحد المدنيين أثناء دخوله إلى منزله في حي طي، بانفجار لغم مزروع داخل المنزل، وتم إسعافه على الفور إلى مشفى (خابات) بمدينة القامشلي، بحسب المصدر.
"اتفاق نهائي" لوقف إطلاق النار باء بالفشل
قبل ساعات قليلة من أحداث حي "حلكو"، تم الإعلان عن انتهاء أزمة القامشلي، بعد التوصّل إلى "اتفاق نهائي" على وقف إطلاق النار وعودة النازحين من الأهالي إلى منازلهم، مع إبقاء حي "طي" تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، بحسب ما أفاد به مصدر خاص لـموقع تلفزيون سوريا.
وقال المصدر إن "قوات سوريا الديمقراطية توصلت إلى اتفاق نهائي مع قوات النظام، بوساطة روسية، يتضمن وقفاً لإطلاق النار مع الإبقاء على حي طي تحت سيطرة قسد، والسماح بعودة الأهالي إلى الحي بدءًا من الساعة الثامنة من صباح اليوم الإثنين، مع احتفاظ كل طرف بالرد المشروع في حال خرق الطرف الآخر للاتفاقية".
الاتفاق جاء بعد اجتماعات متتالية بين الأطراف الثلاثة طيلة الأيام الثلاثة الماضية، واعتبار روسيا الجهة الضامنة لهذا الاتفاق.
ويعدّ الاتفاق الأول بين النظام و قسد الذي تحتفظ فيه الأخيرة بالمواقع التي تقدمت فيها، ما يقلص من مساحة انتشار النظام داخل مدينة القامشلي.
إلا أن التوتر بين الطرفين ما لبث أن عاد مجدداً بعد اشتباكات حي "حلكو"، في ظل ضبابية الحل، خصوصاً أن الجانب الروسي لم يصدر منه أي تعليق حول خرق "الهدنة" حتى اللحظة، في مؤشر على عجز روسيّ واضح في ضمان أي اتفاق بين تلك الأطراف.
بداية الاشتباكات
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين الأسايش والدفاع الوطني بمدينة القامشلي منذ نحو أسبوع، على خلفية مقتل أحد عناصر الأسايش على يد عناصر الدفاع الوطني في حارة "طي" وسط المدينة. وعلى إثر ذلك طالبت الأسايش قوات النظام بتسليم القتلة وإخراج جميع مقارها من المدينة.